الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا أي : الأتباع عند سماعهم ما قيل في حقهم، ووجه خطابهم للرؤساء في قولهم : بل أنتم لا مرحبا بكم . . . إلخ . على الوجهين الأخيرين ظاهر، وأما على الوجه الأول فلعلهم إنما خاطبوهم مع أن الظاهر أن يقولوا بطريق الاعتذار إلى الخزنة، بل هم لا مرحبا بهم . . . إلخ . قصدا منهم إلى إظهار صدقهم بالمخاطبة مع الرؤساء، والتحاكم إلى الخزنة طمعا في قضائهم بتخفيف عذابهم، أو تضعيف عذاب خصمائهم، أي : بل أنتم أحق بما قيل لنا، أو قلتم . وقوله تعالى : أنتم قدمتموه لنا تعليل لأحقيتهم بذلك، أي : أنتم قدمتم العذاب، أو الصلي لنا، وأوقعتمونا فيه بتقديم ما يؤدي إليه من العقائد الزائفة والأعمال السيئة، وتزيينها في أعيننا، وإغرائنا عليها لا أنا باشرناها من تلقاء أنفسنا . فبئس القرار أي : فبئس المقر جهنم قصدوا بذمها تغليظ جناية الرؤساء عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية