الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في ميراث الإخوة من الأب والأم

                                                                                                          2094 حدثنا بندار حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان عن أبي إسحق عن الحارث عن علي أنه قال إنكم تقرءون هذه الآية من بعد وصية توصون بها أو دين وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات الرجل يرث أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه حدثنا بندار حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحق عن الحارث عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله [ ص: 226 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 226 ] قوله : ( وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ ) بكسر إن ، والواو للحال ( وأن أعيان بني الأم ) بفتح أن والواو للعطف ، أي وقضى بأن أعيان بني الأم ، والمراد من أعيان بني الأم الإخوة والأخوات لأب واحد وأم واحدة من عين الشيء وهو النفيس منه ( يرثون ) وفي بعض النسخ يتوارثون ( دون بني العلات ) وهم الإخوة لأب وأمهات شتى ، والمعنى أن بني الأعيان إذا اجتمعوا مع بني العلات فالميراث لبني الأعيان لقوة القرابة وازدواج الوصلة ، قال الطيبي : قوله : ( إنكم تقرءون ) إخبار فيه معنى الاستفهام ، يعني إنكم تقرءون هذه الآية هل تدرون معناها ؟ فالوصية مقدمة على الدين في القراءة متأخرة عنه في القضاء ، والآخرة فيها مطلق يوهم التسوية ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقديم الدين عليها وقضى في الإخوة بالفرق انتهى .

                                                                                                          ( الرجل يرث أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه ) استئناف كالتفسير لما قبله ، وذكر الحافظ هذا الحديث في التلخيص وفيه يرث الرجل أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه وعزاه للترمذي وابن ماجه والحاكم ، فإن قلت : إذا كان الدين مقدما على الوصية فلم قدمت عليه في التنزيل ؟ قلت : اهتماما بشأنها الكشاف لما كانت الوصية مشبهة بالميراث في كونها مأخوذة من غير عوض كان إخراجها مما يشق على الورثة ويتعاظم ولا تطيب أنفسهم بها ، كان أداؤها مظنة للتفريط بخلاف الدين فإن نفوسهم مطمئنة إلى أدائه ، فلذلك قدمت على الدين بعثا على وجوبها والمسارعة إلى إخراجها مع الدين ، ولذلك جيء بكلمة أو للتسوية بينهما في الوجوب ، قاله القاري ، قلت : وسيأتي وجه تقديم الوصية على الدين في القراءة مفصلا في باب يبدأ بالدين قبل الوصية .




                                                                                                          الخدمات العلمية