الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال صاحب " المنازل " رحمه الله :

اليقين : مركب الآخذ في هذا الطريق . وهو غاية درجات العامة . وقيل : أول خطوة للخاصة .

لما كان اليقين هو الذي يحمل السائر إلى الله - كما قال أبو سعيد الخراز : العلم ما استعملك . واليقين ما حملك - سماه مركبا يركبه السائر إلى الله . فإنه لولا اليقين ما سار [ ص: 378 ] ركب إلى الله ، ولا ثبت لأحد قدم في السلوك إلا به .

وإنما جعله آخر درجات العامة : لأنهم إليه ينتهون . ثم حكى قول من قال : إنه أول خطوة للخاصة .

يعني : أنه ليس بمقام لهم . وإنما هو مبدأ لسلوكهم . فمنه يبتدئون سلوكهم وسيرهم . وهذا لأن الخاصة عنده سائرون إلى عين الجمع والفناء في شهود الحقيقة . لا تقف بهم دونها همة . ولا يعرجون دونها على رسم . فكل ما دونها فهو عندهم من مشاهد العامة ، ومنازلهم ومقاماتهم . حتى المحبة .

وحسبك بجعل اليقين نهاية للعامة . وبداية لهم . قال :

التالي السابق


الخدمات العلمية