الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      431- وقال: (وجعلنا لكم فيها معايش)

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 320 ] فالياء غير مهموزة وقد همز بعض القراء وهو رديء لأنها ليست بزائدة. وإنما يهمز ما كان على مثال "مفاعل" إذا جاءت الياء زائدة في الواحد؛ والألف والواو التي تكون الهمزة مكانها نحو: "مدائن" لأنها "فعائل". ومن جعل "المداين" من "دان يدين" لم يهمز؛ لأن الياء حينئذ من الأصل. وأما "قطائع ورسائل وعجائز وكبائر" فإن هذا كله مهموز؛ لأن واو "عجوز" زائدة، ألا ترى أنك تقول: "عجز" وألف "رسالة" زائدة تقول: "أرسلت" فتذهب "الألف" منها. وتقول في "كبير" "كبرت" فتذهب الياء منها. وأما "مصايب" فكان أصلها "مصاوب" لأن الياء إذا كانت أصلها الواو فجاءت في موضع لا بد من أن تحرك بثبت الواو في ذلك الموضع إذا كان الأصل من الواو فلما قلبت صارت كأنها قد أفسدت حتى صارت كأنها الياء الزائدة فلذلك همزت ولم يكن القياس أن تهمز. وناس من العرب يقولون "المصاوب" وهي قياس.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية