الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي

سبق تعريف القرآن ، ولكي نعرف الفرق بينه وبين الحديث القدسي والحديث النبوي نعطي التعريفين الآتيين :

الحديث النبوي:

الحديث في اللغة : ضد القديم ، ويطلق ويراد به كلام يتحدث به وينقل ويبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه ، وبهذا المعنى سمي [ ص: 19 ] القرآن حديثا : ومن أصدق من الله حديثا ، وسمي ما يحدث به الإنسان في نومه : وعلمتني من تأويل الأحاديث . .

والحديث في الاصطلاح : ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .

فالقول : كقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى . . " .

والفعل : كالذي ثبت من تعليمه لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال : " صلوا كما رأيتموني أصلي “ ، وما ثبت من كيفية حجه ، وقد قال : " خذوا عني مناسككم “ .

والإقرار : كأن يقر أمرا علمه عن أحد الصحابة من قول أو فعل . سواء أكان ذلك في حضرته -صلى الله عليه وسلم- أما في غيبته ثم بلغه ، ومن أمثلته : " أكل الضب على مائدته صلى الله عليه وسلم " ، " وما روي من أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ قل هو الله أحد ، فلما رجعوا ذكروا ذلك له عليه الصلاة والسلام ، فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أخبروه أن الله يحبه “ .

والصفة : كما روي : " من أنه -صلى الله عليه وسلم- كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب . . . " .

الحديث القدسي:

عرفنا معنى الحديث لغة ، والقدسي : نسبة إلى القدس ، وهي نسبة تدل على التعظيم ، لأن مادة الكلمة دالة على التنزيه والتطهير في اللغة ، فالتقديس : تنزيه [ ص: 20 ] الله تعالى ، والتقديس : التطهير ، وتقدس : تطهر ، قال الله تعالى على لسان ملائكته : ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، أي نطهر أنفسنا لك .

والحديث القدسي في الاصطلاح : هو ما يضيفه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الله تعالى ، أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرويه على أنه من كلام الله ، فالرسول راو لكلام الله بلفظ من عنده ، وإذا رواه أحد رواه عن رسول الله مسندا إلى الله عز وجل ، فيقول : " قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل . . . . " .

أو يقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى - أو يقول الله تعالى . . . " .

ومثال الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل : " يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار . . . “ .

ومثال الثاني : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : يقول الله تعالى " أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه . . . “ .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية