الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) الآية [ 158 ] .

                                                                                                                                                                  77 - أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري ، حدثنا مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : أنزلت هذه الآية في الأنصار ، كانوا يحجون لمناة ، وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة . فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك .

                                                                                                                                                                  78 - وأخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، حدثنا أبو يحيى الرازي ، [ ص: 25 ] حدثنا سهل العسكري ، حدثنا يحيى وعبد الرحمن ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : أنزلت هذه الآية في ناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا [ أهلوا ] لمناة في الجاهلية ، ولم يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة . فلما قدموا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحج ذكروا ذلك له . فأنزل الله تعالى هذه الآية . رواه مسلم عن أبي بكر بن شيبة ، عن أبي أسامة ، عن هشام [ عن أبيه ، عن عائشة ] .

                                                                                                                                                                  79 - وقال أنس بن مالك : كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة ، لأنهما كانا من شعائر قريش في الجاهلية ، فتركناه في الإسلام . فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  80 - وقال عمرو بن حبشي : سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال : انطلق إلى ابن عباس فسله ، فإنه أعلم من بقي بما أنزل [ الله ] على محمد - صلى الله عليه وسلم - فأتيته فسألته فقال : كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له : إساف ، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة ، زعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين ، فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما . فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى . فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا [ على ] الوثنين . فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام ، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين . فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  81 - وقال السدي : كان في الجاهلية تعزف الشياطين بالليل بين الصفا والمروة ، وكانت بينهما آلهة . فلما ظهر الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله ، لا نطوف بين الصفا والمروة ، فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية . فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  82 - أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البزار ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان ، أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن بكار ، حدثنا إسماعيل بن زكريا ، عن عاصم ، عن أنس بن مالك قال : كانوا يمسكون عن الطواف بين الصفا والمروة ، وكانا من شعائر الجاهلية ، وكنا نتقي الطواف بهما . فأنزل الله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) الآية . رواه البخاري عن أحمد بن محمد ، عن عاصم .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية