الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى . . . ) الآيات [ 33 – 34 ] .

                                                                                                                                                                  771 - قال ابن عباس ، والسدي ، والكلبي ، والمسيب بن شريك : نزلت في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق في الخير ، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح : ما هذا الذي تصنع ؟ يوشك أن لا يبقى لك شيء . فقال عثمان : إن لي ذنوبا وخطايا ، وإني أطلب بما أصنع رضا الله سبحانه وتعالى [ علي ] وأرجو عفوه . فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها ، فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ( أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى ) فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله .

                                                                                                                                                                  [ ص: 207 ] 772 - وقال مجاهد ، وابن زيد : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكان قد اتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على دينه فعيره بعض المشركين ، وقال [ له ] : لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار ؟ قال : إني خشيت عذاب الله . فضمن له - إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه - أن يتحمل عنه عذاب الله سبحانه وتعالى ، فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية