الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة

في حديث في مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما تعدون الرقوب فيكم؟"، قال: قلنا يا رسول الله! الذي لا يولد له، قال: "ليس ذلك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا"، الجواب عن الرقوب ما هو؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، الرقوب في اللغة هو الذي لا ولد له، أو الذي لا يعيش له ولد، وهو مشتق من الرقبى، والرقبى أن يرقب كل واحد من الشخصين موت الآخر، كما أن المفلس في اللغة هو الذي لا وفاء لدينه، والمسكين في اللغة هو الطواف، فقوله عن الرقوب مثل قوله : "ما تعدون المفلس فيكم؟ "، قالوا: من ليس له درهم ولا دينار، قال: "لا، ولكن المفلس من يجيء يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، قد ظلم هذا، وشتم هذا، وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإذا لم يبق له حسنة أخذ من سيئاتهم فألقيت عليه، ثم يلقى في النار". [ ص: 218 ]

فهو صلى الله عليه وسلم بين لهم أن المفلس الحقيقي هو من أفلس في الآخرة، والرقوب الحقيقي الذي ليس له ولد يؤجر عليه، ومن لم يقدم من ولده شيئا لم يؤجر على الولد، والإنسان إنما يطلب بولده وماله النفع، ويعد عدم ذلك مصيبة، فبين لهم أن النفع الحقيقي والمصيبة الحقيقية التي ينبغي للعاقل أن يعدها منفعة ومصيبة هو حال من نظر في عواقب الأمور ونهاياتها، لا في أوائلها وبداياتها، والله أعلم. [ ص: 219 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية