الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 21 - 26 ] فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم

                                                                                                                                                                                                                                      فذكر أي: من أرسلت إليه بآياته تعالى التي تسوق إلى الإيمان بخالقها الفطرة إنما أنت مذكر أي: مبلغ ما نسي من أمره تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      لست عليهم بمصيطر أي: بمتسلط تقهرهم على الإيمان. وقرئ بالصاد على إبدالها من السين.

                                                                                                                                                                                                                                      إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر وهو عذاب جهنم. والاستثناء منقطع، أي: لكن من تولى وكفر، فإن لله الولاية والقهر، فهو يعذبه العذاب الأكبر على جحده الحق.

                                                                                                                                                                                                                                      إن إلينا إيابهم أي: رجوعهم ومعادهم بالموت والبعث. والجملة تعليل لتعذيبه تعالى بالعذاب الأكبر. وجمع الضمير فيه وفيما بعده، باعتبار معنى "من" كما أن إفراده قبل باعتبار لفظها.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم إن علينا حسابهم أي: فنجازيهم بالعذاب الأكبر; فإن القهر والغلبة له تعالى وحده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية