الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 15- 16 ] فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أشار إلى غفلة الإنسان في حالي غناه وفقره، ونعى عليه شأنه فيهما، بما يقرر ما تقدم من استحقاقه صب العذاب، بقوله تعالى: فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه أي: بالغنى واليسار فيقول ربي أكرمن أي: فضلني، لما لي عنده من الكرامة.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه أي ضيقه عليه وقتره، فلم يكثر ماله ولم يوسع عليه فيقول ربي أهانن أي: أذلني بالفقر; وذلك لسوء فكره وقصور نظره في الحالين، فإنه إنما ابتلاه بالغنى ليقوم بواجبه ويعرف حق الله فيه، وبالفقر ليظهر بمظهر العفاف ويتخلق بخلق الصبر على الكفاف. ففي كل ابتلاء وامتحان ليميز الله الخبيث من الطيب، ونظير الآية، آية: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وآية: أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون وآية: إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية