الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 746 ] النوع الثامن والأربعون :

        معرفة من ذكر بأسماء أو صفات مختلفة : هو فن عويص تمس الحاجة إليه لمعرفة التدليس . وصنف فيه عبد الغني بن سعيد وغيره . مثاله : محمد بن السائب الكلبي المفسر ، وهو أبو النضر المروي عنه حديث تميم الداري ، وعدي وهو حماد بن السائب راوي " ذكاة كل مسك دباغه " ، وهو أبو سعيد الذي يروي عنه عطية التفسير .

        ومثله سالم : الراوي عن أبي هريرة وأبي سعيد وعائشة ، وهو سالم أبو عبد الله المديني ، وسالم : مولى مالك بن أوس ، وسالم : مولى شداد بن الهاد ، وسالم : مولى النصريين ، وسالم : مولى المهري ، وسالم : سبلان ، وسالم : أبو عبد الله الدوسي ، وسالم : مولى دوس ، وأبو عبد الله مولى شداد .

        واستعمل الخطيب كثيرا من هذا في شيوخه .

        [ ص: 746 ]

        التالي السابق


        [ ص: 746 ] ( النوع الثامن والأربعون : معرفة من ذكر بأسماء أو صفات مختلفة ) من كنى أو ألقاب أو أنساب ، إما من جماعة من الرواة عنه ، يعرفه كل واحد بغير ما عرفه الآخر ، أو من راو واحد عنه يعرفه مرة بهذا ومرة بذاك ، فيلتبس على من لا معرفة عنده ، بل على كثير من أهل المعرفة والحفظ .

        و ( هو فن عويص ) بمهملة أوله وآخره ، أي : صعب ( تمس الحاجة إليه لمعرفة التدليس .

        وصنف فيه ) الحافظ ( عبد الغني بن سعيد ) الأزدي كتابا نافعا سماه : " إيضاح الإشكال " ، وقفت عليه وسألخص هنا منه أمثلة ، ( و ) صنف ( غيره ) أيضا كالخطيب .

        ( مثاله : محمد بن السائب الكلبي المفسر ) العلامة في الأنساب أحد الضعفاء ، ( وهو أبو النضر المروي عنه حديث تميم الداري ، وعدي ) بن بداء في قصتهما النازل فيها : ( ياأيها الذين آمنوا شهادة بينكم ) الآية ، رواهما عنه باذان عن ابن عباس بن إسحاق وهي كنيته .

        [ ص: 747 ] ( وهو حماد بن السائب راوي ) حديث ( ذكاة كل مسك ) - بفتح الميم - أي : جلد ( دباغه ) . رواه عنه إسحاق عن عبد الله بن الحارث ، عن ابن عباس أبو أسامة حماد بن أسامة ، وسماه حمادا أخذا من محمد . وقد غلط فيه حمزة بن محمد الكناني الحافظ ، والنسائي .

        ( وهو أبو سعيد الذي روى عنه عطية ) العوفي ( التفسير ) ، وكناه بذلك ليوهم الناس أنه إنما يروي عن أبي سعيد الخدري .

        وهو أبو هشام الذي روى عنه القاسم بن الوليد الهمداني ، عن أبي صالح عن ابن عباس حديث لما نزلت : ( قل هو القادر ) الحديث ؛ كناه بابنه هشام .

        وهو محمد بن السائب بن بشر الذي روى عنه ابن إسحاق أيضا .

        ( ومثله : سالم الراوي عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ) الخدري ، ( وعائشة ) ، وسعد بن أبي وقاص ، وعثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنهم .

        ( وهو سالم أبو عبد الله المدني .

        [ ص: 748 ] و ) هو ( سالم مولى مالك بن أوس ) بن الحدثان النصري .

        ( و ) هو ( سالم مولى شداد بن الهاد ) النصري الذي روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ونعيم المجمر .

        ( و ) هو ( سالم النصريين ) بالمهملة والنون الذي روى عنه عمران بن بشير .

        ( و ) هو ( سالم مولى المهري ) الذي روى عنه عبد الله بن يزيد الهذلي .

        ( و ) هو ( سالم سبلان ) - بفتح المهملة والموحدة - الذي روى عنه عمران بن بشير .

        ( و ) هو ( سالم أبو عبد الله الدوسي ) الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير .

        ( و ) هو ( سالم مولى دوس ) الذي روى عنه يحيى أيضا .

        ( و ) هو ( أبو عبد الله مولى شداد ) الذي روى عنه محمد بن عبد الرحمن ، وأبو الأسود .

        وهو أبو عبد الله الذي روى عنه بكير الأشج .

        ومثله محمد بن أبي قيس الشامي المصلوب في الزندقة ، كان يضع الحديث .

        قال ابن الجوزي : دلس اسمه على خمسين وجها .

        [ ص: 749 ] وقال عبد الله بن أحمد بن سوادة : قلبوا اسمه على مائة اسم وزيادة ، قد جمعتها في كتاب ، انتهى .

        فقيل فيه : محمد بن سعيد . وقيل : محمد مولى بني هاشم ، وقيل : محمد بن أبي قيس ، وقيل : محمد بن الطبري ، وقيل : محمد بن حسان ، وقيل : أبو عبد الرحمن الشامي ، وقيل : محمد الأردني ، وقيل : محمد بن سعيد بن حسان بن قيس ، وقيل : محمد بن سعيد الأسدي ، وقيل : أبو عبد الله الأسدي ، وقيل : محمد بن أبي حسان ، وقيل : محمد بن أبي سهل ، وقيل : محمد الشامي ، وقيل : محمد بن أبي زينب ، وقيل : محمد بن أبي زكريا ، وقيل : محمد بن أبي الحسن ، وقيل : محمد بن أبي سعيد ، وقيل : أبو قيس الدمشقي ، وقيل : عبد الرحمن . وقيل : عبد الكريم ، على معنى التعبد لله ، وقيل غير ذلك .

        وزعم العقيلي أنه عبد الرحمن بن شميلة ، ووهموه .

        ( واستعمل الخطيب كثيرا من هذا في شيوخه ) فيروي في كتبه عن أبي القاسم الأزهري ، وعن عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، وعن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، والكل واحد .

        وتبع الخطيب في ذلك المحدثون - خصوصا المتأخرين - وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر . نعم ، لم أر العراقي في أماليه يصنع شيئا من ذلك .




        الخدمات العلمية