الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              585 (باب منه).

                                                                                                                              أي من فضل الأذان، وزاد النووي: (وهرب الشيطان عند سماعه).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 91 ج 4 المطبعة المصرية.

                                                                                                                              [(عن الأعرج) ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط، حتى لا يسمع التأذين. فإذا قضي التأذين أقبل. حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر. حتى إذا قضي التثويب أقبل. حتى يخطر بين المرء ونفسه. يقول له: اذكر كذا، واذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل. حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى." ] .

                                                                                                                              [ ص: 113 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 113 ] (الشرح) .

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان، له ضراط، حتى لا يسمع التأذين).

                                                                                                                              وإنما يدبر لعظم أمر الأذان، لما اشتمل عليه من قواعد التوحيد، وإظهار شعائر الإسلام، وإعلانه.

                                                                                                                              وقيل: ليأسه من وسوسة الإنسان عند الإعلان بالتوحيد.

                                                                                                                              وقيل: لئلا يسمعه، فيضطر إلى أن يشهد له بذلك يوم القيامة، والأول أولى.

                                                                                                                              وفي رواية: "أحال" أي: ذهب هاربا.

                                                                                                                              وفي أخرى "وله حصاص" بضم الحاء أي: ضراط.

                                                                                                                              وقيل: "الحصاص" شدة العدو، قالهما أبو عبيد) والأئمة بعده. (فإذا قضي التأذين، أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر).

                                                                                                                              المراد "بالتثويب": الإقامة. وأصله من "ثاب" إذا رجع.

                                                                                                                              "ومقيم الصلاة" راجع إلى الدعاء إليها؛ فإن الأذان دعاء إلى الصلاة، والإقامة دعاء إليها. [ ص: 114 ] (حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه) بضم الطاء، وكسرها، حكاهما عياض في "المشارق"، وقال: ضبطناه عن المتقنين" بالكسر، وسمعناه من أكثر الرواة "بالضم".

                                                                                                                              قال: والكسر هو الوجه. إذ معناه: "يوسوس". وهو من قولهم: "خطر الفحل بذنبه"، إذا حركه، فضرب به فخذيه.

                                                                                                                              وأما "بالضم" فمن السلوك، والمرور. أي: يدنو منه، فيمر بينه وبين قلبه، فيشغله عما هو فيه. وبهذا فسره الشارحون "للموطإ". وبالأول فسره الخليل.

                                                                                                                              (يقول له: اذكر كذا، واذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل، حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى؟).

                                                                                                                              "وفي هذا الحديث" فضيلة الأذان، والمؤذن. وقد جاءت فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين مصرحة بعظم فضله.

                                                                                                                              واختلفوا: هل الأفضل للإنسان، أن يرصد نفسه للأذان، أم للإمامة؟ على أوجه، أصحها عند الشافعي في "الأم": أن الأذان أفضل.

                                                                                                                              والثاني "الإمامة" أفضل.

                                                                                                                              "والثالث" هما سواء.

                                                                                                                              وأما الجمع بينهما فيستحب. وهذا أصح.




                                                                                                                              الخدمات العلمية