الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ويستحب أن يتعوذ فيقول : أعوذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ، وإن دعا بما ورد في الأخبار فلا بأس .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( ويستحب أن يتعوذ فيقول : أعوذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ) لما روى أبو هريرة [ ص: 468 ] أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع وذكرهن رواه مسلم ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو بذلك متفق عليه ، وذكر ابن الجوزي ، وابن تميم تكرار أعوذ بالله في كل جملة ، وحكى القاضي وجوب ذلك ، وذكره في " الرعاية " رواية لظاهر الأمر به ( وإن دعا بما ورد في الأخبار ) أي : أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبار أصحابه زاد في " المغني " و " الشرح " وأخبار السلف ، وبأمر الآخرة ، ولو لم يشبه ما ورد ( فلا بأس ) وكذا ذكر الخرقي ، والسامري لقوله : ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدع وذكر ابن تميم أنه يدعو بما ورد ، وجزم به في " الوجيز " و " الفروع " لما روي عن أبي بكر الصديق أنه قال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم متفق عليه ، وعن علي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان من آخر ما يقول بين التشهد ، والتسليم : اللهم اغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت رواه الترمذي ، وصححه ، وعن معاذ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أوصيك بكلمات تقولهن في كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك رواه أحمد ، وقال عبد الله : سمعت أبي يقول في سجوده : اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك ، فصن وجهي عن المسألة لغيرك . قال : وكان عبد الرحمن يقوله ، وقال : سمعت الثوري يقوله ، ومحله ما لم يشق على مأموم ، أو يخف سهوا إن كان منفردا ، وظاهره أنه لا يدعو بغير ذلك ، وعنه : لا بأس أن يدعو بجميع حوائج دنياه ، وآخرته ، اختاره في " المغني " وصححه في [ ص: 469 ] " الشرح " لظواهر الأخبار ، وظاهر كلام جماعة جواز الدعاء بما كان قربة إلى الله تعالى ، وإن لم يرد به أثر ، وقطع به في " المحرر " ، فأما ما يقصد به ملاذ الدنيا ، وشهواتها ، كقوله : اللهم ارزقني جارية حسناء ، وحلة خضراء ، لم يجز ، لأنه من كلام الآدميين ، وعنه : يجوز لقوله : ثم ليتخير من الدعاء إلى آخره ، وأجيب بحمله على الدعاء المأثور .

                                                                                                                          فرع : يجوز الدعاء لمعين على الأصح ، روي عن علي ، وأبي الدرداء ، وقيل : في نفل ، وعنه : يكره ، والمراد بغير كاف الخطاب ، كره جماعة ، وإلا بطلت لخبر تشميت العاطس ، وقوله عليه السلام لإبليس : ألعنك بلعنة الله قبل التحريم أو مؤول ، ولا تبطل بقوله : لعنه الله عند اسمه على الأصح ، ولا من عوذ نفسه بقرآن لحمى ونحوها ، ولا من لدغته عقرب ، فقال : بسم الله ، ولا بالحوقلة في أمر الدنيا .




                                                                                                                          الخدمات العلمية