الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 361 ] ذكر الإباحة للإمام أن يزوج بالمكاتبة

                                                                                                                          إذا جعل صداقها أداء ما كوتبت عليه

                                                                                                                          4054 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا وهب بن جرير قال : حدثنا أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق يقول : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة ، عن عائشة قالت : لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عمه - فكاتبت على نفسها ، وكانت امرأة حلوة ملاحة ، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تستعينه في كتابتها ، فوالله ما هو إلا أن وقفت على [ ص: 362 ] باب الحجرة فرأيتها ، كرهتها ، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها مثل ما رأيت ، فقالت جويرية : يا رسول الله ، كان من الأمر ما قد عرفت ، فكاتبت نفسي ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوما هو خير من ذلك ؟ فقالت : وما هو ؟ قال : أتزوجك وأقضي عنك كتابتك ، فقالت : نعم ، قال : قد فعلت ، قالت : فبلغ المسلمين ذلك قالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق ، قالت : فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق ، قالت : فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية