الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ما أخبرت به هذه الجمل من بغضهم؛ وشدة عداوتهم؛ محتاجا؛ ليصل إلى المشاهدة؛ إلى بيان؛ دل عليه بقوله: إن تمسسكم ؛ أي: مجرد مس؛ حسنة تسؤهم ؛ ولما كان هذا دليلا شهوديا؛ ولكنه ليس صريحا؛ أتبعه الصريح بقوله: وإن تصبكم ؛ أي: بقوة مرها؛ وشدة وقعها؛ وضرها؛ سيئة يفرحوا بها ؛ ولما كان هذا أمرا مبكتا غائظا مؤلما؛ داواهم بالإشارة إلى النصر؛ مشروطا بشرط التقوى؛ والصبر؛ فقال: وإن تصبروا وتتقوا ؛ أي: تكونوا من أهل الصبر والتقوى؛ لا يضركم كيدهم شيئا ؛ ثم علل ذلك بقوله: [ ص: 41 ] إن الله ؛ أي: ذا الجلال والإكرام؛ بما يعملون محيط ؛ أي: فهو يعد لكل كيد ما يبطله؛ والمعنى- على قراءة الخطاب -: "بعملكم كله؛ فمن صبر واتقى ظفرته؛ ومن عمل على غير ذلك انتقمت منه".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية