الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4063 ( 120 ) في الزاني كم مرة يرد وما يصنع به بعد إقراره ؟

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن المجالد عن الشعبي عن جابر قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنه قد زنى ، فقال : أما لهذا أحد ؟ فرده ثم جاء ثلاث مرار ، فقال : ما لهذا أحد ، فرده ، فلما كانت الرابعة قال : ارجموه فرماه ورميناه ، وفر واتبعناه ، قال عامر : فقال لي جابر : فها قتلناه [ ص: 551 ]

                                                                                ( 2 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن هشام بن سعد قال حدثني يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه قال : كان ماعز بن مالك في حجر أبي ، فأصاب جارية من الحي فقال له أبي : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت يستغفر لك ، وإنما يريد بذلك ليجعل له مخرجا ، فأتاه فقال : يا رسول الله ، إني قد زنيت فأقم علي كتاب الله ، فأعرض عنه ثم أتاه حتى ذكر أربع مرات ، ثم أتاه الرابعة فقال : يا رسول الله ، إني قد زنيت فأقم علي كتاب الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس قلتها أربع مرات ؟ فبمن ؟ قال : بفلانة ، قال : هل ضاجعتها ؟ قال : نعم ، قال : باشرتها ؟ قال : نعم ، قال : هل جامعتها ؟ قال : نعم ، قال : فأمر به ليرجم ، فأخرج إلى الحرة ، فلما وجد مس الحجارة خرج يشتد ، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد أعجز أصحابه ، فانتزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : هلا تركتموه ، لعله يتوب فيتوب الله عليه .

                                                                                ( 3 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني قد زنيت ، فأعرض عنه حتى أتاه أربع مرار ، فأمر به أن يرجم ، فلما أصابته الحجارة أدبر يشتد ، فلقيه رجل بيده لحي جمل ، فضربه فصرعه ، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فراره حين مسته الحجارة فقال : هلا تركتموه .

                                                                                ( 4 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن ابن أبزى عن أبي بكر قال : أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم فأقر عنده ثلاث مرات فقلت : إن أقررت عنده الرابعة ، فأمر به فحبس ، يعني ترجم .

                                                                                ( 5 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال : شهد ماعز على نفسه أربع مرات أنه قد زنى ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجم .

                                                                                ( 6 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتي بماعز بن مالك أتي برجل أشعر ذي عضلات في إزاره ، فرده مرتين ، ثم أمر برجمه [ ص: 552 ]

                                                                                ( 7 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا بشير بن مهاجر قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني قد ظلمت نفسي وزنيت ، وإنما أريد أن تطهرني ، فرده ، فلما كان الغداة أتاه أيضا ، فقال : يا رسول الله ، إني قد زنيت فرده الثانية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال : أتعلمون بعقله بأسا ؟ تنكرون منه شيئا ؟ فقالوا : لا نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى ، قال : فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله ، فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم .

                                                                                ( 8 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : جاء ماعز بن مالك فاعترف بالزنا ثلاث مرات ، فسأل عنه ، ثم أمر به فرجم ، فرميناه بالخزف والجندل والعظام ، وما حفرنا له ولا أوثقناه ، فسبقنا إلى الحرة واتبعناه ، فقام إلينا ، فرميناه حتى سكت ، فما استغفر له النبي صلى الله عليه وسلم ولا سبه .

                                                                                ( 9 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عبد الملك بن مغيرة الطائفي عن ابن شداد عن أبي ذر قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فجاء رجل فأقر أنه قد زنى ، فرده النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ، فلما كانت الرابعة ونزل ، أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرجم ، وشق ذلك عليه حتى عرفت في وجهه ، فلما سري عنه الغضب قال : يا أبا ذر ، إن صاحبكم قد غفر له ، قال : وكان يقال : إن توبته أن يقام عليه الحد .

                                                                                ( 10 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن ابن أبي أوفى قال : قلت له : رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، قلت : بعدما نزلت سورة النور أو قبلها ؟ قال : لا أدري [ ص: 553 ]

                                                                                ( 11 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال : قال عمر : قد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول القائل : ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله : ألا وإن الرجم حق إذا أحصن وقامت البينة أو كان حمل أو اعتراف وقد قرأتها " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة " رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، قيل لسفيان : رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم .

                                                                                ( 12 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا غندر عن شعبة عن حماد قال : سألته عن الرجل يقر بالزنا ، كم يرد ؟ قال : مرة ، وسألت الحكم فقال : أربع مرات .

                                                                                ( 13 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن ماعز بن مالك أتى أبا بكر فأخبره أنه زنى ، فقال له أبو بكر : استتر بستر الله ، وتب إلى الله ، فإن الناس يغيرون ولا يعيرون ، والله يقبل التوبة عن عباده ، فلم تقر نفسه ، حتى أتى عمر فذكر مثل ما ذكر لأبي بكر ، فقال له عمر مثل ما قال له أبو بكر : فلم تقر نفسه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قد زنى ، فأعرض عنه حتى قال ذلك مرارا ، فلما أكثر بعث إلى قومه فقال لهم : هل اشتكى ؟ أبه جنة ؟ : فقالوا : لا والله يا رسول الله إنه لصحيح ، قال : أبكر أم ثيب ؟ قالوا : بل ثيب ، فأمر به فرجم .

                                                                                ( 14 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا داود عن سعيد بن المسيب عن عمر قال : رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ، ورجمت أنا .

                                                                                ( 15 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن إدريس عن أشعث عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : قال عمر الرجم حد من حدود الله ، فلا تخدعوا عنه ، وأنه ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ، ورجم أبو بكر ، ورجمت أنا .

                                                                                ( 16 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي عثمان بن نصر عن أبيه قال : كنت فيمن رجم ماعزا ، فلما وجد مس الحجارة قال : ردوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت عاصم بن عمر فقال : قال الحسن بن محمد ابن الحنفية : لقد بلغني فأنكرته ، فأتيت جابرا فقلت : لقد ذكر الأسلمي شيئا من قول ماعز بن مالك : ردوني ، فأنكرته ، فقال : أنا فيمن رجمه ، فقال : إنه وجد مس الحجارة قال : ردوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قومي آذوني ، وقالوا : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 554 ] فإنه غير قاتلك ، فما أقلعنا عنه حتى قتلناه ، فلما ذكر شأنه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تركتموه حتى أنظر في شأنه .

                                                                                ( 17 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن مساور بن عبيد عن أبي برزة قال : رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا منا يقال له ماعز بن مالك .

                                                                                ( 18 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن الحسن عن محمد بن سليم عن أبي هلال عن نجيح قال : رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر وعمر وأمرهما سنة .

                                                                                ( 19 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم عن أبيه قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي فقال : يا رسول الله ، إني قد زنيت فأقم في كتاب الله ، فأعرض عنه ، ثم قال : إني قد زنيت فأقم في كتاب الله ، فأعرض عنه حتى ذكر أربع مرات ، قال : اذهبوا به فارجموه ، فلما مسته الحجارة اشتد ، فخرج عبد الله بن أنيس أو ابن أنس من باديته ، فرماه بوظيف جمل فصرعه ، فرماه الناس حتى قتلوه ، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فراره فقال : فهلا تركتموه فلعله يتوب فيتوب الله عليه ، يا عزال ، أو يا هزال ، لو سترته بثوبك كان خيرا لك مما صنعت .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية