الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 79 ] فصل ( nindex.php?page=treesubj&link=17441في الرقى والتمائم والعوذ والعزائم وما ورد في كونها شركا ) .
في الصحيحين عنه عليه السلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=43765يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون } وفي الصحيح { nindex.php?page=hadith&LINKID=118837هم الذين لا يرقون ولا يسترقون } وذكره وفيهما عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة { nindex.php?page=hadith&LINKID=4120أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي ، وأنه كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ، وأنه كان ينفث بالمعوذات على نفسه وعلى غيره ، قالت فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسحه بيد نفسه لبركتها ، فإنه كان إذا أوى إلى فراشه نفث بكفه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعا ، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يده من جسده ، قالت : فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أو أمر أن تسترق من العين وقد تقدم فقالت له زينب امرأته : لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها فكان إذا رقاها سكنت ؟ قال إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقيتها كف عنها ، إنما يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب البأس رب الناس ، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما } .
وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بعد قوله { nindex.php?page=hadith&LINKID=39724والتولة شرك قلت : فإني خرجت يوما فأبصرني فلان فدمعت عيني التي تليه فإذا رقيتها سكنت وإذا تركتها دمعت قال ذاك الشيطان إذا أطعتيه تركك ، وإذا عصيتيه طعن بإصبعه في عينيك ، ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تستشفي تنضحين في عينك الماء ثم تقولين } وذكر الحديث .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول { nindex.php?page=hadith&LINKID=11067إن الرقى والتمائم والتولة شرك } [ ص: 80 ]
التولة ضرب من السحر قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : هو يحبب المرأة إلى زوجها قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري : التميمة عوذة تعلق على الإنسان ويقال : هي خرزة ، وأما المعاذات إذا كتب فيها القرآن وأسماء الله تعالى فلا بأس .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في النهاية : التمائم جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطله الإسلام ، ثم ذكر أن منه حديث عمر وما أبالي " وحديث من يعلق تميمة " كأنهم يعتقدون أنها تمام الدواء والشفاء ، وإنما جعلها شركا ; لأنهم أرادوا دفع المقادير المكتوبة عليهم ، وطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه ، انتهى كلامه .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=36068من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا أودع الله له } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وفي رواية له { nindex.php?page=hadith&LINKID=36069من تعلق تميمة فقد أشرك } والودع بالفتح والسكون جمع ودعة وهي شيء أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم ، ، وإنما نهى عنها ; لأنهم كانوا يعلقونها مخافة العين ، وقوله " لا أودع الله له " أي لا جعله في دعة وسكون .
وقيل : هو لفظ مبني من الودعة أي لا خفف الله عنه ما يخافه ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=34070ما أبالي ما ركبت وما أتيت إذا أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي وأبو داود وقال هذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة .
وقد رخص فيه قوم يعني : الترياق ، وهذا الحديث فيه شرحبيل بن يزيد المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي . أما شرحبيل فلم يرو عنه غير سعيد بن أيوب وأما عبد الرحمن فقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : في حديثه مناكير قال القاضي : فشبه تعليق التميمة بمثابة أكل الترياق وقول الشعر وهما محرمان [ ص: 81 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع بإسناده عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36809من علق شيئا وكل إليه } وبإسناده عن عبد الله بن عكيم الجهيني مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=36809من علق شيئا وكل إليه } وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين { nindex.php?page=hadith&LINKID=3288أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال : ما هذا قال : من الواهنة فقال انزعها ، فإنها لا تزيدك إلا وهنا } وبإسناده عن الحسن قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=8أبو الحسن يعني : علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : إن كثيرا من هذه الرقى والتمائم شرك فاجتنبوها . وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال من علق شيئا وكل إليه .
وفي لفظ أنه كره أن يعلق شيئا من القرآن . وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة أنه دخل على رجل مريض يعوده فلمس عضده فإذا فيه خيط فقال : ما هذا قال : شيء رقي لي فيه فقطعه وقال : لو مت وهو عليك ما صليت عليك ، وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال اتفل بالمعوذتين ولا تعلق . وبإسناده عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون أن يعلقوا شيئا من القرآن .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن . وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر قال nindex.php?page=treesubj&link=17442وضع التميمة من القرآن شرك وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال : من قطع تميمة من الإنسان كان كعدل رقبة . وخبر ابن عكيم رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن قال : دخلنا على عبد الله بن عكيم وهو مريض نعوده فقيل : له لو تعلقت شيئا فقال : أتعلق شيئا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { nindex.php?page=hadith&LINKID=36070من تعلق شيئا وكل إليه } رواه الترمذي وقال : إنما نعرفه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى قال بعضهم ورواه أبو داود وخبر nindex.php?page=showalam&ids=40عمران المتقدم رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ثنا خلف بن الوليد ثنا المبارك عن الحسن أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=40عمران فذكره وفي آخره { nindex.php?page=hadith&LINKID=118838فأنت لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا } ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن المبارك والمبارك مختلف فيه وهو مدلس وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ما روي عن الحسن لا يحتج به
. nindex.php?page=showalam&ids=15395وللنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة [ ص: 82 ] { nindex.php?page=hadith&LINKID=36803من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ، ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئا وكل إليه } قال في الميزان : لا يصح للين عباد ولانقطاعه ، كذا قال : ويتوجه أنه حديث حسن .
وقال القاضي : يجوز أن تحمل الأخبار في هذا على اختلاف حالين . والموضوع الذي نهى عن ذلك إذا كان يعتقد أنها هي النافعة له أو الدافعة عنه وهذا لا يجوز ; لأن النافع هو الله ، والموضع الذي أجازه إذا اعتقد أن الله هو النافع الدافع ، ولعل هذا خرج على عادة الجاهلية وأن تلك الرقى كانت نافعة دافعة كما يعتقدون وأن الدهر يضرهم فكانوا يسبون الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=30282لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر } ، وإنما كره ذلك قال القاضي : إذا لم ينزل به البلاء ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رخص في ذلك عند الحاجة كذا وسبقت المسألة في فصل تباح الحقنة والاستحباب هو الصواب للأخبار الصحيحة وهو قول الجمهور ، وذكر في شرح مسلم أنه قول كثير من العلماء أو أكثرهم والله أعلم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون النفث في الرقى . وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة { nindex.php?page=hadith&LINKID=44336أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث في الرقية } وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : إذا كانت حمى الربع فليؤخذ ثلاثة أرباع من سمن وربع من لبن .