الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2351 [ ص: 45 ] 47

                                                                                                                                                                                                                              كتاب الشركة [ ص: 46 ] [ ص: 47 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                              47 - كتاب الشركة هي بفتح الشين وكسر الراء، وكسر الشين وإسكان الراء، وفتح الشين وإسكان الراء، وفيها لغة رابعة: شرك بغير تاء تأنيث.

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: وما لهم فيهما من شرك [سبأ:22] أي: من نصيب، وجمع الشركة: شرك، بفتح الراء وكسر الشين، وهي في اللغة: الاختلاط على الشيوع أو على المجاورة، كما قال تعالى: وإن كثيرا من الخلطاء [ص: 24].

                                                                                                                                                                                                                              وفي الشرع: ثبوت الحق لاثنين فصاعدا في الشيء الواحد كيف كان. قال تعالى: ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون [الزمر: 29] أي: متشاجرون في خدمته; يريد كل منهم أن ينفرد بها، ثم هي تارة تحصل بالخلط وتارة بالشيوع الحكمي كالإرث.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 48 ] 1 - باب: الشركة في الطعام والنهد والعروض وكيف قسمة ما يكال ويوزن مجازفة، أو قبضة قبضة، لما لم ير المسلمون في النهد بأسا أن يأكل هذا بعضا وهذا بعضا، وكذلك مجازفة الذهب والفضة، والقران في التمر.

                                                                                                                                                                                                                              2483 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة وأنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله، فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا، حتى فني، فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما تغني تمرة؟! فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة، فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما. [2983، 4360، 4361، 4362، 5493، 5494 - مسلم: 1935 - فتح: 5 \ 128]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية