الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

فمن المحبة النافعة: محبة الزوجة وما ملكت يمين الرجل؛ فإنها معينة على ما شرع الله له النكاح وملك اليمين من إعفاف الرجل نفسه وأهله، فلا تطمح نفسه إلى ما سواها من الحرام، ويعفها، فلا تطمح نفسها إلى غيره.

وكلما كانت المحبة بين الزوجين أتم وأقوى، كان هذا المقصود أتم وأكمل.

قال تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها [الأعراف: 189] وقال: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة [الروم: 21].

وفي «الصحيح» عنه: أنه سئل: من أحب الناس إليك؟ فقال: «عائشة».

فالمحبة النافعة ثلاثة أنواع: 1- محبة الله 2 - والمحبة في الله 3 - ومحبة ما يعين على طاعة الله.

والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: 1 - المحبة مع الله 2 - ومحبة ما يبغضه الله، 3 - ومحبة ما يقطع محبته عن محبة الله أو ينقصها.

فمحبة الله: أصل المحاب المحمودة، وأصل الإيمان والتوحيد.

والمحبة مع الله: أصل الشرك والمحاب المذمومة.

ومحبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك.

وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك، وأبعد من الإخلاص، كانت محبته لعشق الصور أشد.

ولذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها، ونجا منه يوسف الصديق لإخلاصه.

[ ص: 387 ] قال تعالى: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24] فـ«السوء»: العشق، و«الفحشاء»: الزنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية