ولما كان التقدير: فحقت عليهم كلمة الله لأخذهم على هذا الجدال إنهم أصحاب النار التي جادلوا فيها، عطف عليه قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=30437_30451_30539_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك أي ومثل ما حقت عليهم كلمتنا بالأخذ، فلم يقدروا على التفصي من حقوقها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6حقت بالأخذ والنكال
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6كلمت وصرف الكلام إلى صفة الإحسان تلطفا به صلى الله عليه وسلم وبشارة له بالرفق بقومه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6ربك أي المحسن إليك بجميع أنواع الإحسان فهو لا يدع أعداءك.
ولما كان السياق للمجادلة بالباطل وهي فتل الخصم من اعتقاده الحق،
[ ص: 11 ] وذلك تغطية للدليل الحق وتلبيس، كان الحال أحق بالتعبير بالكفر الذي معناه التغطية فلذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6على الذين كفروا أي أوقعوا الكفر وقتا ما كلهم سواء هؤلاء العرب وغيرهم، لأن علة الإهلاك واحدة، وهي التكذيب الدال على أن من تلبس به مخلوق للنار، ثم أبدل من "الكلمة" فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أنهم أصحاب النار أي من كفر في حين من الأحيان فهو مستحق للنار في الأخرى كما أنه مستحق للأخذ في الدنيا لا يبالي الله به بالة، فمن تداركته الرحمة بالتوبة، ومن أوبقته اللعنة بالإصرار هلك.
وَلَمَّا كَانَ التَّقْدِيرُ: فَحَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ لِأَخْذِهِمْ عَلَى هَذَا الْجِدَالِ إِنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ الَّتِي جَادَلُوا فِيهَا، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=30437_30451_30539_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ أَيْ وَمِثْلُ مَا حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُنَا بِالْأَخْذِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى التَّفَصِّي مِنْ حُقُوقِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6حَقَّتْ بِالْأَخْذِ وَالنَّكَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6كَلِمَتُ وَصَرَفَ الْكَلَامَ إِلَى صِفَةِ الْإِحْسَانِ تَلَطُّفًا بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِشَارَةً لَهُ بِالرِّفْقِ بِقَوْمِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6رَبِّكَ أَيِ الْمُحْسِنِ إِلَيْكَ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ فَهُوَ لَا يَدَعُ أَعْدَاءَكَ.
وَلَمَّا كَانَ السِّيَاقُ لِلْمُجَادَلَةِ بِالْبَاطِلِ وَهِيَ فَتْلُ الْخَصْمِ مِنَ اعْتِقَادِهِ الْحَقِّ،
[ ص: 11 ] وَذَلِكَ تَغْطِيَةٌ لِلدَّلِيلِ الْحَقِّ وَتَلْبِيسٌ، كَانَ الْحَالُ أَحَقَّ بِالتَّعْبِيرِ بِالْكُفْرِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّغْطِيَةُ فَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ أَوْقَعُوا الْكُفْرَ وَقْتًا مَا كُلُّهُمْ سَوَاءٌ هَؤُلَاءِ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ، لِأَنَّ عِلَّةَ الْإِهْلَاكِ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ التَّكْذِيبُ الدَّالُّ عَلَى أَنَّ مَنْ تَلَبَّسَ بِهِ مَخْلُوقٌ لِلنَّارِ، ثُمَّ أَبْدَلَ مِنَ "الْكَلِمَةِ" فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ أَيْ مَنْ كَفَرَ فِي حِينٍ مِنَ الْأَحْيَانِ فَهُوَ مُسْتَحِقٌّ لِلنَّارِ فِي الْأُخْرَى كَمَا أَنَّهُ مُسْتَحِقٌّ لِلْأَخْذِ فِي الدُّنْيَا لَا يُبَالِي اللَّهُ بِهِ بَالَةً، فَمَنْ تَدَارَكَتْهُ الرَّحْمَةُ بِالتَّوْبَةِ، وَمَنْ أَوْبَقَتْهُ اللَّعْنَةُ بِالْإِصْرَارِ هَلَكَ.