الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        نذيرا للبشر [36].

                                                                                                                                                                                                                                        قال الحسن : ليس نذير أدهى من النار أو معنى هذا. قال أبو رزين: يقول الله تعالى: أنا نذير للبشر. وقال ابن زيد : محمد - صلى الله عليه وسلم - نذير للبشر. قال أبو جعفر : فهذه أقوال أهل التأويل، وقد يستخرج الأقراب منها.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي نصب ( نذيرا ) سبعة أقوال: يكون حالا من المضمر في (إن) ويجوز أن يكون حالا من (إحدى الكبر) وهذان القولان مستخرجان من قول الحسن؛ لأنه جعل النار هي المنذرة.

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز أن يكون التقدير: وما يعلم جنود ربك إلا هو نذيرا للبشر، ويجوز أن يكون التقدير: صيرها الله - جل وعز - كذلك نذيرا للبشر، وهذان القولان مستخرجان من قول أبي رزين .

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الكسائي : أي قم نذيرا، وهذا يرجع إلى قول ابن زيد ، ويجوز أن يكون ( نذيرا ) بمعنى إنذار، كما قال: ( فكيف كان نكير ) ويكون التقدير: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة إنذارا. قال أبو جعفر : وسمعت علي بن سليمان يقول: يكون التقدير: أعني نذيرا. قال أبو جعفر : وحذف الياء من (نذير) إذا كان للنار بمعنى النسب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية