الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون

                                                                                                                                                                                                قرئ : "أن لا تكون" ، بالنصب على الظاهر ، وبالرفع عن "أن" هي المخففة من الثقيلة ، أصله : أن لا يكون فتنة فخففت "أن" وحذف ضمير الشأن .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف دخل فعل الحسبان على "أن" التي للتحقيق؟ قلت : نزل حسبانهم لقوته في صدورهم منزلة العلم ، فإن قلت : فأين مفعولا حسب؟ قلت : سد ما يشتمل عليه صلة أن وأن من المسند والمسند إليه مسد المفعولين ، والمعنى : وحسب بنو إسرائيل أنه لا يصيبهم من الله فتنة ، أي : بلاء وعذاب في الدنيا والآخرة فعموا عن الدين وصموا حين عبدوا العجل ، ثم تابوا عن عبادة العجل فـ تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كره ثانية بطلبهم المحال غير المعقول في صفات الله وهو الرؤية : وقرئ : "عموا وصموا" ، بالضم على تقدير عماهم الله وصمهم ، أي : رماهم وضربهم بالعمى والصمم ، كما يقال : نزكته إذا ضربته بالنيزك وركبته إذا ضربته بركبتك كثير منهم بدل من الضمير . أو على قولهم : أكلوني البراغيث ، أو هو خبر مبتدأ محذوف أي : أولئك كثير منهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية