الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط

                                                                                                                                                                                                                                      إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها بيان لتناهي عداوتهم إلى حد حسدوا ما نالهم من خير ومنفعة وشمتوا بما أصابهم من ضر، وشدة وذكر المس مع الحسنة والإصابة مع السيئة إما للإيذان بأن مدار مساءتهم أدنى مراتب إصابة الحسنة ومناط فرحهم تمام إصابة السيئة وإما لأن المس مستعار لمعنى الإصابة. وأن تصبروا أي: على عداتهم أو على مشاق التكاليف. وتتقوا ما حرم الله تعالى عليكم ونهاكم عنه. لا يضركم كيدهم مكرهم وحيلتهم التي دبروها لأجلكم. وقرئ "لا يضركم" بكسر الضاد وجزم الراء على جواب الشرط من ضاره يضيره بمعنى: ضره يضره، وضمة الراء في القراءة المشهورة للاتباع كضمة مد. شيئا نصب على المصدرية، أي: يضركم شيئا من الضرر بفضل الله وحفظه الموعود للصابرين والمتقين، ولأن المجد في الأمر المتدرب بالاتقاء والصبر يكون جريئا على الخصم. إن الله بما يعملون في عداوتكم من الكيد. محيط علما فيعاقبهم على ذلك. وقرئ بالتاء الفوقانية، أي: بما تعملون من الصبر والتقوى فيجازيكم بما أنتم أهله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية