الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        بلى قادرين على أن نسوي بنانه [4].

                                                                                                                                                                                                                                        قادرين في موضع نصب، وفي نصبه أقوال، منها أنه قيل: التقدير: (بلى نقدر) فلما حول نقدر إلى قادرين نصب كما قال الفرزدق :


                                                                                                                                                                                                                                        513 - على حلفة لا أشتم الدهر مسلما ولا خارجا من في زور كلام



                                                                                                                                                                                                                                        بمعنى: ولا يخرج، فلما حول يخرج إلى خارج نصبه، وهذا خطأ؛ لأن لكل إعرابه، تقول: جاءني زيد يضحك، وجاءني زيد ضاحكا، ومررت برجل يضحك، وبرجل ضاحك. (ولا خارجا) معطوف على موضع (لا أشتم). قال أبو جعفر : هذا أصح ما قيل فيه. وقيل: التقدير (بلى نقوى على ذلك قادرين) هذا قول الفراء ، وقال سيبويه : أي بلى نجمعها قادرين، وقول الفراء مستخرج من هذا، وبنان جمع بنانة، ومن حسن ما قيل فيه قول [ ص: 80 ] ابن عباس : نحن نقدر أن نجعل بنانه شيئا واحدا كخف البعير وحافر الحمار، فلا يقدر يأكل بها كالبهائم، فتفضل الله جل وعز عليه وفضله، وقال الحسن : كنا نقدر أن نجعل أصابعه قدرا واحدا، ولا يكون لها حسن، ولا يكاد ينتفع بها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية