ولما كان فساد ما قاله
فرعون أظهر من أن يحتاج إلى بيان، أعرض المؤمن عنه تصريحا، ولوح إلى ما حكاه الله عنه من أنه محيط به الهلاك تلويحا في قوله مناديا قومه ومستعطفا لهم ثلاث مرات: الأولى على سبيل الإجمال في الدعوة، والأخريان على سبيل التفصيل، فقال تعالى عنه:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_33385_34182_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وقال الذي آمن [أي]: مشيرا إلى وهي قول
فرعون بالإعراض عنه، وعبر بالفعل إشارة إلى أنه ينبغي لأدنى أهل الإيمان أن [لا] يحقر نفسه عن الوعظ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38يا قوم أي: يا من لا قيام لي إلا بهم فأنا غير متهم في نصيحتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38اتبعون أي: كلفوا أنفسكم اتباعي لأن السعادة غالبا تكون فيما يكره الإنسان
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38أهدكم سبيل [ ص: 72 ] أي: طريق
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38الرشاد أي: الهدى لأنه مع سهولته واتساعه موصل ولا بد إلى المقصود، وأما ما قال
فرعون مدعيا أنه سبيل الرشاد لا يوصل إلا إلى الخسار، فهو تعريض به شبيه بالتصريح.
وَلَمَّا كَانَ فَسَادُ مَا قَالَهُ
فِرْعَوْنُ أَظْهَرَ مِنْ أَنْ يَحْتَاجَ إِلَى بَيَانٍ، أَعْرَضَ الْمُؤْمِنُ عَنْهُ تَصْرِيحًا، وَلَوَّحَ إِلَى مَا حَكَاهُ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَنَّهُ مُحِيطٌ بِهِ الْهَلَاكُ تَلْوِيحًا فِي قَوْلِهِ مُنَادِيًا قَوْمَهُ وَمُسْتَعْطِفًا لَهُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: الْأُولَى عَلَى سَبِيلِ الْإِجْمَالِ فِي الدَّعْوَةِ، وَالْأُخْرَيَانِ عَلَى سَبِيلِ التَّفْصِيلِ، فَقَالَ تَعَالَى عَنْهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_33385_34182_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وَقَالَ الَّذِي آمَنَ [أَيْ]: مُشِيرًا إِلَى وَهِيَ قَوْلُ
فِرْعَوْنَ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُ، وَعَبَّرَ بِالْفِعْلِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي لِأَدْنَى أَهْلِ الْإِيمَانِ أَنَّ [لَا] يُحَقِّرَ نَفْسَهُ عَنِ الْوَعْظِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38يَا قَوْمِ أَيْ: يَا مَنْ لَا قِيَامَ لِي إِلَّا بِهِمْ فَأَنَا غَيْرُ مُتَّهَمٍ فِي نَصِيحَتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38اتَّبِعُونِ أَيْ: كَلِّفُوا أَنْفُسَكُمُ اتِّبَاعِي لِأَنَّ السَّعَادَةَ غَالِبًا تَكُونُ فِيمَا يَكْرَهُ الْإِنْسَانُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38أَهْدِكُمْ سَبِيلَ [ ص: 72 ] أَيْ: طَرِيقَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38الرَّشَادِ أَيِ: الْهُدَى لِأَنَّهُ مَعَ سُهُولَتِهِ وَاتِّسَاعِهِ مُوصِلٌ وَلَا بُدَّ إِلَى الْمَقْصُودِ، وَأَمَّا مَا قَالَ
فِرْعَوْنُ مُدَّعِيًا أَنَّهُ سَبِيلُ الرَّشَادِ لَا يُوصَلُ إِلَّا إِلَى الْخَسَارِ، فَهُوَ تَعْرِيضٌ بِهِ شَبِيهٌ بِالتَّصْرِيحِ.