ولما تقرر أنه [لا أمر لغير الله وأنه] لا بد من المعاد، تسبب [عنه] بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33179_33385_34182_34295_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44فستذكرون أي: قطعا بوعد لا خلف فيه مع القرب
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44ما أقول لكم حين
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30296لا ينفعكم الذكر في يوم الجمع الأعظم والزحام الذي [يكون] فيه القدم على القدم إذا رأيتم الأهوال والنكال والزلزال إن قبلتم نصحي وإن لم تقبلوه. ولما ذكر خوفهم الذي لا يحميهم منه شيء، ذكر خوفه الذي هو معتمد فيه على الله ليحميه منه فقال عاطفا على "ستذكرون" غير مراعى فيها معنى السين:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44وأفوض [أي]: أنا الآن بسبب أنه لا دعوة لغير الله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44أمري فيما تمكرونه بي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44إلى الله أي: الذي أحاط بكل شيء علما وقدرة فهو يحميني منكم إن شاء، قال صاحب المنازل: التفويض ألطف إشارة وأوسع من التوكل بعد وقوع السبب، والتفويض قبل وقوعه وبعده، وهو عين الاستسلام، والتوكل شعبة منه، وهو على ثلاث درجات: الأولى أن تعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=20003_29649العبد لا يملك قبل علمه استطاعة، فلا يأمن من مكر، ولا ييأس من معونة، ولا يعول على نية، والثانية معاينة الاضطرار
[ ص: 80 ] فلا ترى عملا منجيا ولا ذنبا مهلكا ولا سببا حاملا، والثالثة شهود
nindex.php?page=treesubj&link=33679انفراد الحق بملك الحركة والسكون والقبض والبسط والتفريق والجمع.
ولما علق تفويضه بالاسم العلم الجامع المقتضي للإحاطة، على ذلك بيانا لمراده بقوله مؤكدا لأن عملهم في مكرهم به عمل من يظن أن سبحانه لا يبصرهم [ولا ينصره]
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44إن الله [و]كرر الاسم الأعظم بيانا لمراده بأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44بصير أي: بالغ البصر
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44بالعباد ظاهرا وباطنا، فيعلم من يستحق النصرة لاتصافه بأوصاف الكمال، ويعلم من يمكر فيرد مكره عليه بما له من الإحاطة.
وَلَمَّا تُقَرِّرُ أَنَّهُ [لَا أَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَأَنَّهُ] لَا بُدَّ مِنَ الْمَعَادِ، تُسُبِّبَ [عَنْهُ] بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33179_33385_34182_34295_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44فَسَتَذْكُرُونَ أَيْ: قَطْعًا بِوَعْدٍ لَا خُلْفَ فِيهِ مَعَ الْقُرْبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44مَا أَقُولُ لَكُمْ حِينَ
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30296لَا يَنْفَعُكُمُ الذِّكْرُ فِي يَوْمِ الْجَمْعِ الْأَعْظَمِ وَالزِّحَامِ الَّذِي [يَكُونُ] فِيهِ الْقَدَمُ عَلَى الْقَدَمِ إِذَا رَأَيْتُمُ الْأَهْوَالَ وَالنَّكَالَ وَالزِّلْزَالَ إِنْ قَبِلْتُمْ نُصْحِي وَإِنْ لَمْ تَقْبَلُوهُ. وَلَمَّا ذَكَرَ خَوْفَهُمُ الَّذِي لَا يَحْمِيهِمْ مِنْهُ شَيْءٌ، ذَكَرَ خَوْفَهُ الَّذِي هُوَ مُعْتَمِدٌ فِيهِ عَلَى اللَّهِ لِيَحْمِيَهُ مِنْهُ فَقَالَ عَاطِفًا عَلَى "سَتَذْكُرُونَ" غَيْرَ مُرَاعًى فِيهَا مَعْنَى السِّينِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44وَأُفَوِّضُ [أَيْ]: أَنَا الْآنَ بِسَبَبِ أَنَّهُ لَا دَعْوَةَ لِغَيْرِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44أَمْرِي فِيمَا تَمْكُرُونَهُ بِي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44إِلَى اللَّهِ أَيِ: الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وَقُدْرَةً فَهُوَ يَحْمِينِي مِنْكُمْ إِنْ شَاءَ، قَالَ صَاحِبُ الْمَنَازِلِ: التَّفْوِيضُ أَلْطَفُ إِشَارَةً وَأَوْسَعُ مِنَ التَّوَكُّلِ بَعْدَ وُقُوعِ السَّبَبِ، وَالتَّفْوِيضُ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَبَعْدَهُ، وَهُوَ عَيْنُ الِاسْتِسْلَامِ، وَالتَّوَكُّلُ شُعْبَةٌ مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى ثَلَاثِ دَرَجَاتٍ: الْأُولَى أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20003_29649الْعَبْدَ لَا يَمْلِكُ قَبْلَ عِلْمِهِ اسْتِطَاعَةً، فَلَا يَأْمَنُ مِنْ مَكْرٍ، وَلَا يَيْأَسُ مِنْ مَعُونَةٍ، وَلَا يُعَوِّلُ عَلَى نِيَّةٍ، وَالثَّانِيَةُ مُعَايَنَةُ الِاضْطِرَارِ
[ ص: 80 ] فَلَا تَرَى عَمَلًا مُنْجِيًا وَلَا ذَنْبًا مُهْلِكًا وَلَا سَبَبًا حَامِلًا، وَالثَّالِثَةُ شُهُودُ
nindex.php?page=treesubj&link=33679انْفِرَادِ الْحَقِّ بِمَلْكِ الْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ وَالْقَبْضِ وَالْبَسْطِ وَالتَّفْرِيقِ وَالْجَمْعِ.
وَلَمَّا عَلَّقَ تَفْوِيضَهُ بِالِاسْمِ الْعَلَمِ الْجَامِعِ الْمُقْتَضِي لِلْإِحَاطَةِ، عَلَى ذَلِكَ بَيَانًا لِمُرَادِهِ بِقَوْلِهِ مُؤَكِّدًا لِأَنَّ عَمَلَهُمْ فِي مَكْرِهِمْ بِهِ عَمَلُ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ سُبْحَانَهُ لَا يُبْصِرُهُمْ [وَلَا يَنْصُرُهُ]
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44إِنَّ اللَّهَ [وَ]كَرَّرَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ بَيَانًا لِمُرَادِهِ بِأَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44بَصِيرٌ أَيْ: بَالِغَ الْبَصَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44بِالْعِبَادِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، فَيَعْلَمُ مَنْ يَسْتَحِقُّ النُّصْرَةَ لِاتِّصَافِهِ بِأَوْصَافِ الْكَمَالِ، وَيَعْلَمُ مَنْ يَمْكُرُ فَيَرُدُّ مَكْرُهُ عَلَيْهِ بِمَا لَهُ مِنَ الْإِحَاطَةِ.