الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وجوه يومئذ ناضرة [22] إلى ربها ناظرة [23].

                                                                                                                                                                                                                                        ( وجوه ) رفع بالابتداء ( ناضرة ) نعت لها و( ناظرة ) خبر الابتداء، ويجوز أن يكون ( ناضرة ) خبر ( وجوه ) و( ناظرة ) خبرا ثانيا، ويجوز أن يكون ( ناضرة ) نعتا لـ( ناظرة ) أو لـ( وجوه ) ويقال: أجوه، وهو جمع للكثير، وللقليل أوجه.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي ( ناظرة ) ثلاثة أقوال: منها أن المعنى منتظرة، ومنها أن المعنى إلى ثواب ربها، ومنها أنها تنظر إلى الله - جل وعز – قال: ويعرف الصواب في هذه الأجوبة من العربية، فلذلك وغيره أخرنا شرحه لنذكره في الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : أما قول من قال معناه: منتظرة فخطأ، سمعت علي بن سليمان يقول: نظرت إليه بمعنى انتظرته، وإنما يقال: نظرته، وهو قول إبراهيم بن محمد بن عرفة وغيره ممن يوثق بعلمه.

                                                                                                                                                                                                                                        وأما من قال: إن المعنى إلى ثواب ربها فخطأ أيضا على قول النحويين الرؤساء؛ لأنه لا يجوز عندهم ولا عند أحد علمته نظرت زيدا أي نظرت ثوابه.

                                                                                                                                                                                                                                        ونحن نذكر الاحتجاج في ذلك من قول الأئمة والعلماء وأهل اللغة إذا كان أصلا من أصول السنة، ونذكر ما عارض به أهل الأهواء، ونبدأ بالأحاديث الصحيحة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذ كان المبين عن الله جل وعز.

                                                                                                                                                                                                                                        كما قرئ على أحمد بن شعيب بن علي ، عن إسحاق بن راهويه ، ثنا بقية بن الوليد، ثنا بحير بن سعد ، عن [ ص: 85 ] خالد بن معدان ، عن عمرو بن الأسود أن قتادة بن أبي أمية حدثهم عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: « إني حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خفت ألا تعقلوه، إنه قصير أفحج، جعد أعور، مطموس العين اليسرى، ليست بناتئة ولا جحرا، فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، إنكم لن تروا ربكم جل ثناؤه حتى تموتوا ».

                                                                                                                                                                                                                                        قال أحمد بن شعيب ، ثنا محمد بن بشار ، قال: ثنا أبو عبد الصمد ، ثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري ، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم جل ثناؤه إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ».

                                                                                                                                                                                                                                        وقرئ على أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، عن هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار، فيكشف لهم عن الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل، فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة».

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو القاسم : وحدثني جدي قال: ثنا يزيد بن هارون ، أن حماد بن سلمة ، بإسناده مثله.

                                                                                                                                                                                                                                        قال [ ص: 86 ] أبو القاسم : وحدثني هارون بن عبد الله قال: سمعت يزيد - يعني ابن هارون - لما حدث بهذا الحديث قال: من كذب بهذا الحديث فهو زنديق أو كافر. قال أبو القاسم : حدثنا عبد الله بن عمر ، وأبو عبد الرحمن الكوفي ، عن حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، ثنا بيان البجلي ، عن قيس بن أبي حازم ، قال: حدثنا جرير قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: «إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته - يعني القمر » قال حسين الجعفي على رغم أنف جهيم والمريسي.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو القاسم : وحدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، وأبو بكر بن أبي شيبة ، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري قال: « قلنا يا رسول الله أنرى ربنا جل ثناؤه؟ قال أتضارون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب؟ قلنا: لا، قال: أفتضارون في رؤية القمر ليلة البدر في غير سحاب؟ قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته كما لا تضارون في رؤيتهما ».

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو القاسم : وحدثت عن أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن آدم ، عن أبي بكر بن عياش قال: قال الأعمش : لا تضارون يعني لا تمارون.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو القاسم : وحدثنا هدبة بن خالد ، ثنا وهيب بن خالد ، ثنا مصعب بن محمد ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة قال: « قيل يا رسول الله أكلنا يرى ربه جل ذكره يوم القيامة؟ قال أكلكم يرى الشمس نصف النهار وليس في السماء سحابة؟ قالوا: نعم. قال: أفكلكم يرى القمر ليلة البدر وليس في السماء سحابة؟ قالوا: نعم. قال: فوالذي نفسي بيده لترون ربكم جل وعز يوم القيامة لا تضارون [ ص: 87 ] في رؤيته كما لا تضارون في رؤيتهما.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو القاسم : وحدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، ثنا الأعمش ، أخبرني خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عدي بن حاتم الطائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « ما من أحد منكم إلا سيكلمه ربه جل وعز ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب يحجبه، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا شيئا قدمه، ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه، ثم ينظر أمامه فلا يرى شيئا إلا النار، فاتقوا النار ولو بشق تمرة » لم يقل في هذا الحديث عن الأعمش : «ولا حاجب يحجبه» إلا أبو أسامة وحده.

                                                                                                                                                                                                                                        ومن ذلك ما حدثناه أحمد بن علي بن سهيل ، ثنا زهير -يعني ابن حرب - ثنا إسماعيل، عن هشام الدستوائي، عن قتادة ، عن صفوان بن محرر قال: قال رجل لابن عمر : «كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول: يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه جل وعز حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم، قال: فيعطى صحيفة حسابه. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله ».

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وهذا الباب عن أنس ، وعن أبي رزين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه عن الصحابة - رضي الله عنهم - منهم أبو بكر الصديق ، وحذيفة ، وعن التابعين، إلا أنا كرهنا الإطالة؛ إذ كان ما ذكرناه من الحديث كفاية.

                                                                                                                                                                                                                                        وقد حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد [ ص: 88 ] السلام، سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول: السنة عندنا - وهو قول أئمتنا مالك بن أنس ، وأبي عبد الرحمن بن عمر ، والأوزاعي ، وسفيان بن سعيد الثوري ، وسفيان بن عيينة الهلالي ، وأحمد بن حنبل ، وعليه عهدنا أهل العلم - أن الله جل وعز يرى في الآخرة بالأبصار، يراه أهل الجنة، فأما سواهم من بني آدم فلا.

                                                                                                                                                                                                                                        قال: والحجة في ذلك أحاديث مأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ وذكر الحديث.

                                                                                                                                                                                                                                        قال محمد بن يحيى : وإن الإيمان بهذه الأحاديث المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رؤية الرب في القيامة، والقدر، والشفاعة، وعذاب القبر، والحوض، والميزان، والدجال، والرجم، ونزول الرب تبارك وتعالى في كل ليلة بعد النصف أو الثلث الباقي، والحساب، والنار والجنة أنهما مخلوقتان غير فانيتين، وأنه ليس أحد سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، ونحوها من الأحاديث، والتصديق بها - لازم للعباد أن يؤمنوا بها، وإن لم تبلغه عقولهم، ولم يعرفوا تفسيرها، فعليهم الإيمان بها والتسليم، بلا كيف ولا تنقير ولا قياس؛ لأن أفعال الله لا تشبه بأفعال العباد.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : فهذا كلام العلماء في كل عصر المعروفين بالسنة، حتى انتهى ذلك إلى أبي جعفر محمد بن جرير فذكر كلام من أنكر الرؤية واحتجاجه وتمويهه، ورد ذلك عليه وبينه، ونحن نذكر كلامه نصا؛ إذ كان قد بلغ فيه المراد إن شاء الله، فذكر اعتراضهم بقوله تعالى: ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) فأما قوله جل وعز: ( قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ) [ ص: 89 ] فمما لا يحتاج إلى حجة؛ لأن فيه دليلا على النظر؛ إذ كان موسى - صلى الله عليه وسلم - مع محله لا يجوز أن يسأل ما لا يكون، فدل على أن هذا جائز أن يكون، وكان الوقت الذي سأله في الدنيا، فالجواب أنه لا يراه في الدنيا أحد.

                                                                                                                                                                                                                                        واحتج في تمويههم بقوله عز وجل: ( لا تدركه الأبصار ) بقول عطية العوفي في قول الله جل وعز: ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) قال: هم ينظرون إلى الله عز وجل، لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيط بهم، فذلك قوله: ( لا تدركه الأبصار ).

                                                                                                                                                                                                                                        قال: واعتل قائلو هذه المقالة بقوله جل وعز: ( حتى إذا أدركه الغرق ) والغرق غير موصوف بأنه رآه، قالوا: فمعنى ( لا تدركه الأبصار ) من معنى لا تراه بعيدا؛ لأن الشيء قد يدرك الشيء ولا يراه، مثل: ( حتى إذا أدركه الغرق ) فكذا قد يرى الشيء الشيء ولا يدركه، ومثله: ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) وقد كان أصحاب فرعون رأوهم ولم يدركوهم، وقد قال جل ثناؤه: ( لا تخاف دركا ) فإذا كان الشيء قد يرى الشيء لا يدركه، ويدركه ولا يراه - علم أن ( لا تدركه الأبصار ) من معنى لا تراه الأبصار بمعزل، وأن معنى ذلك لا تحيط به الأبصار؛ لأن الإحاطة به غير جائزة، والمؤمنون وأهل الجنة يرون ربهم جل وعز ولا تدركه أبصارهم، بمعنى لا تحيط به؛ إذ كان غير جائز أن يكون يوصف الله بأن شيئا يحيط به.

                                                                                                                                                                                                                                        ونظير جواز وصفه بأنه يرى ولا يدرك جواز وصفه بأنه يعلم ولا يحاط به، قال تبارك وتعالى: ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) ومعنى العلم هنا المعلوم، فلم يكن في نفيه عن خلقه أن يحيطوا بشيء من علمه إلا بما شاء نفي عن أن يعلموه، وإنما هو نفي الإحاطة به، كذا ليس في نفي إدراك الله جل وعز البصر في رؤيته له نفي رؤيته له، فكما جاز أن يعلم الخلق شيئا ولا يحيطون به علما كذا جاز أن يروا ربهم بأبصارهم ولا تدركه أبصارهم؛ إذ كان معنى الرؤية غير معنى الإدراك ومعنى الإدراك غير معنى الرؤية؛ لأن معنى الإدراك الإحاطة، كما قال ابن عباس : لا تحيط به الأبصار وهو يحيط بها.

                                                                                                                                                                                                                                        فإن قيل: وما أنكرتم أن يكون معنى ( لا تدركه الأبصار ) لا تراه؟ قلنا له: أنكرنا ذلك لأن الله أخبر في كتابه أن وجوها في القيامة إلى الله سبحانه ناظرة، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم سيرون ربهم جل وعز يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر، وكما يرون الشمس ليس دونها سحابة، فكتاب الله يصدق بعضه بعضا، فعلم أن معنى: ( لا تدركه الأبصار ) غير معنى ( إلى ربها ناظرة ).

                                                                                                                                                                                                                                        قال: وقيل: المعنى لا تدركه أبصار الخلق في الدنيا، وتدركه في الآخرة، فجعلوا هذا مخصوصا. قال: وقيل: المعنى لا تدركه أبصار الظالمين في الدنيا والآخرة، وتدركه أبصار المؤمنين. وقيل: لا تدركه الأبصار بالنهاية والإحاطة فأما الرؤية فنعم. وقيل: لا تدركه الأبصار كإدراكه الخلق؛ لأن أبصارهم ضعيفة.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال آخرون: الآية على العموم، ولن يدرك الله جل ثناؤه بصر أحد في الدنيا والآخرة، ولكن الله جل وعز يحدث لأوليائه يوم القيامة حاسة سادسة سوى حواسهم الخمس فيرونه بها.

                                                                                                                                                                                                                                        والصواب [ ص: 91 ] من القول في ذلك عندنا ما تظاهرت به الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكم سترون ربكم، فالمؤمنون يرونه، والكافرون عنه يومئذ محجوبون.

                                                                                                                                                                                                                                        ولأهل هذه المقالة أشياء يلبسون بها، فمنهم من يدفع الحديث مكابرة وطعنا على أهل الإسلام، ومنهم من يأتي بأشياء نكره ذكرها.

                                                                                                                                                                                                                                        قال محمد بن جرير : وإنما ذكرنا هذا ليعرف من نظر - نعني فيه - أنهم لا يرجعون من قولهم إلا إلى ما لبس عليهم الشيطان مما يسهل على أهل الحق البيان عن فساده، ولا يرجعون في قولهم إلى آية من التنزيل، ولا رواية عن الرسول صحيحة ولا سقيمة، فهم في الظلماء يخبطون، وفي العمياء يترددون، نعوذ بالله من الحيرة والضلالة.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : فأما شرح تضارون واختلاف الرواية فيه فنمليه، فيه ثمانية أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        يروى تضارون بالتخفيف وتضامون مخففا، ويجوز تضامون وتضارون بضم التاء وتشديد الميم والراء، ويجوز تضامون على أن الأصل تتضامون حذفت التاء كما قال جل وعز: ( ولا تفرقوا ) ويجوز تضامون تدغم التاء في الضاد، ويجوز تضارون على حذف التاء، ويجوز تضارون على إدغام التاء في الضاد، والذي رواه المتقنون مخفف تضامون وتضارون.

                                                                                                                                                                                                                                        سمعت أبا إسحاق يقول: معناه لا ينالكم ضيم ولا ضير في رؤيته، أي ترونه حتى تستووا في الرؤية، فلا يضيم بعضكم بعضا، ولا يضير بعضكم بعضا.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال أهل اللغة قولين آخرين، قالوا: لا تضارون بتشديد الراء ولا تضامون بتشديد الميم مع ضم التاء.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال [ ص: 92 ] بعضهم: بفتح التاء وتشديد الراء والميم على معنى تتضامون وتتضارون ومعنى هذا أنه لا يضار بعضكم بعضا، أي لا يخالف بعضكم بعضا في ذلك، يقال: ضاررت فلانا أضاره مضارة وضرارا إذا خالفته.

                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى لا تضامون في رؤيته أنه لا يضم بعضكم إلى بعض، فيقول واحد للآخر: أرنيه، كما يفعلون عند النظر إلى الهلال.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : الذي ذكرناه من تفسير الأعمش أن معناه لا تضارون يوجب أن تكون روايته لا تضارون، والأصل لا تضارون ثم أدغمت الراء في الراء. ومن قال: معناه لا تضارون فالأصل عنده لا تضاررون ثم أدغم، وهذا كله من ضاره إذا خالفه، كما حكاه أبو إسحاق وخالفه، وما رآه واحد.

                                                                                                                                                                                                                                        ويقال: نضر وجهه نضرا ونضارة ونضرة، ونضره الله ينضره، وأنضره ينضره من الإشراق والنعمة وحسن العيش والغنى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية