الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: لتبلون في أموالكم وأنفسكم ؛ معناه: لتختبرن؛ أي: تقع عليكم المحن؛ فيعلم المؤمن من غيره؛ وهذه [ ص: 496 ] النون دخلت مؤكدة مع لام القسم؛ وضمت الواو لسكونها؛ وسكون النون؛ ويقال للواحد من المذكرين: " لتبلين يا رجل " ؛ وللاثنين: " لتبليان يا رجلان " ؛ ولجماعة الرجال: " لتبلون " ؛ وتفتح الياء من " لتبلين " ؛ في قول سيبويه ؛ لسكونها وسكون النون؛ وفي قول غيره تبنى على الفتح؛ لضم النون إليها؛ كما يبنى ما قبل هاء التأنيث؛ ويقال للمرأة: " تبلين يا امرأة " ؛ وللمرأتين: لتبليان يا امرأتان " ؛ ولجماعة النساء: " لتبلينان يا نسوة " ؛ زيدت الألف لاجتماع النونات. وقوله - عز وجل -: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ؛ روي أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - سمع رجلا من اليهود يقول: إن الله فقير ونحن أغنياء؛ فلطمه أبو بكر - رضي الله عنه -؛ فشكا اليهودي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسأله النبي: " ما أراد بلطمك؟ " ؛ فقال أبو بكر : " سمعت منه كلمة ما ملكت نفسي معها أن لطمته؛ فأنزل الله - عز وجل -: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ؛ و " أذى " ؛ مقصور؛ يكتب بالياء؛ يقال: " قد أذي فلان؛ يأذى؛ أذى " ؛ إذا سمع ما يسوؤه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية