الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ إبطال حيلة لإسقاط اليمين عن الغاصب ]

وكذلك إذا غصب شيئا فادعاه للمغصوب منه ، فأنكر ، فطلب تحليفه ، قالوا : فالحيلة في إسقاط اليمين عنه أن يقر به لولده الصغير فيسقط عنه اليمين ويفوز المغصوب ، وهذه حيلة باطلة في الشرع كما هي محرمة في الدين ، بل المقر له إن كان كبيرا صار هو الخصم في ذلك ، وتوجهت عليه اليمين ، وإن كان صغيرا توجهت اليمين على المدعى عليه فإن نكل قضي به للمدعي ، وغرم قيمته لمن أقر له به ; لأنه بنكوله قد فوته عليه .

وكذلك إذا جرح رجلا ، فخشي أن يموت من الجرح ، فدفع عليه دواء مسموما فقتله .

[ إبطال حيلة لإسقاط القصاص ]

قال أرباب الحيل : يسقط عنه القصاص ، وهذا خطأ عظيم ، بل يجب عليه القصاص بقتله بالسم ، كما يجب عليه بقتله بالسيف ، ولو أسقط الشارع القتل عمن قتل بالسم لما عجز قاتل عن قتل من يريد قتله به آمنا ; إذ قد علم أنه لا يجب عليه القود ، وفي هذا من فساد العالم ما لا تأتي به شريعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية