الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا [3].

                                                                                                                                                                                                                                        منصوبان على الحال، أي: إنا خلقنا الإنسان شاكرا أو كفورا، ومعنى إما (أو) وإن كانت تجيء في أول الكلام ليدل على المعنى، ويدلك على ذلك قول أهل التفسير أن المعنى: إنا هديناه السبيل إما شقيا وإما سعيدا ، والشقاء والسعادة يفرغ منهما وهو في بطن أمه، وهكذا خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقيل: هي حال مقدرة، وأجاز الفراء أن يكون (ما) ههنا زائدة، وتكون (إن) للشرط والمجازاة، على أن يكون المعنى: إنا هديناه السبيل إن شكر أو كفر.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وهذا القول ظاهره خطأ؛ لأن (إن) التي للشرط لا تقع على الأسماء، وليس في الآية إما شكر إنما فيها ( إما شاكرا وإما كفورا ) فهذان اسمان، ولا يجازى بالأسماء عند أحد من النحويين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية