الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أفما نحن بميتين ( 58 ) إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ( 59 ) إن هذا لهو الفوز العظيم ( 60 ) لمثل هذا فليعمل العاملون ( 61 ) )

يقول - تعالى ذكره - مخبرا عن قيل هذا المؤمن الذي أعطاه الله ما أعطاه من كرامته في جنته سرورا منه بما أعطاه فيها ( أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى ) يقول : أفما نحن بميتين غير موتتنا الأولى في الدنيا ، ( وما نحن بمعذبين ) يقول : وما نحن بمعذبين بعد دخولنا الجنة ( إن هذا لهو الفوز العظيم ) يقول : إن هذا الذي أعطاناه الله من الكرامة في الجنة ، أنا لا نعذب ولا نموت لهو النجاء العظيم مما كنا في الدنيا نحذر من عقاب الله ، وإدراك ما كنا فيها ، نؤمل بإيماننا ، وطاعتنا ربنا .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( أفما نحن بميتين ) إلى قوله ( الفوز العظيم ) قال : هذا قول أهل الجنة .

[ ص: 52 ] وقوله ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) يقول - تعالى ذكره - : لمثل هذا الذي أعطيت هؤلاء المؤمنين من الكرامة في الآخرة ، فليعمل في الدنيا لأنفسهم العاملون ، ليدركوا ما أدرك هؤلاء بطاعة ربهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية