الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2186 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر قال nindex.php?page=hadith&LINKID=664482دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر nindex.php?page=treesubj&link=32109_31760_29007_30288أتدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها قال ثم قرأ وذلك مستقر لها قال وذلك قراءة nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال أبو عيسى وفي الباب عن صفوان بن عسال وحذيفة بن أسيد وأنس وأبي موسى وهذا حديث حسن صحيح
قوله : ( عن إبراهيم التيمي ) هو ابن يزيد بن شريك ، يكنى أبا أسماء الكوفي العابد ثقة ، إلا أنه يرسل ويدلس من الخامسة ( عن أبيه ) أي يزيد بن شريك بن طارق التيمي الكوفي ثقة ، يقال إنه أدرك الجاهلية من الثانية .
[ ص: 349 ] قوله : ( أين تذهب هذه ) أي الشمس ، والإشارة للتعظيم ( فإنها تذهب لتستأذن في السجود فيؤذن لها ) أي في السجود ، قال ابن بطال : استئذان الشمس معناه أن الله يخلق فيها حياة ، يوجد القول عندها ; لأن الله قادر على إحياء الجماد والموات ، وقال غيره : يحتمل أن يكون الاستئذان أسند إليها مجازا ، والمراد من هو موكل بها من الملائكة .
قلت : الظاهر هو الأول والله تعالى أعلم وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في بدء الخلق : nindex.php?page=hadith&LINKID=877115فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ، قال القسطلاني : أي في الطلوع من المشرق على عاداتها فيؤذن لها فتبدو من جهة المشرق ، قال الحافظ أما قوله : تحت العرش فقيل هو حين محاذاتها ولا يخالف هذا قوله : وجدها تغرب في عين حمئة ، فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب ، وسجودها تحت العرش إنما هو بعد الغروب .
( وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المذكورة : nindex.php?page=hadith&LINKID=877116ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، يقال لها ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ( قال ثم قرأ ) عليه الصلاة والسلام ( " وذلك مستقر لها " وقال ) أي أبو ذر كما هو الظاهر ( ذلك قراءة nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ) ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في بدء الخلق والتفسير فذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم وهذه القراءة هي المتواترة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التفسير قال : مستقرها تحت العرش ، قال الحافظ في الحديث رد على من زعم أن المراد بمستقرها غاية ما تنتهي إليه في الارتفاع ، وذلك أطول يوم في السنة ، وقيل إلى منتهى أمرها عند انتهاء الدنيا ، قال الحافظ : وظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه في كل يوم وليلة عند سجودها ، ومقابل الاستقرار المسير الدائم المعبر عنه بالجري انتهى ، وقال الطيبي بعد ذكر التأويلين المذكورين في كلام الحافظ ما لفظه : وأما قوله مستقرها تحت العرش فلا ينكر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده ، وإنما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه ، لأن علمنا لا يحيط به انتهى كلام الطيبي ، وقال الشيخ في اللمعات قوله : والشمس تجري لمستقر لها قد ذكر في التفاسير وجوه غير ما في هذا الحديث ، ولا شك أن ما وقع في الحديث المتفق عليه هو المعتبر والمعتمد ، والعجب من nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي أنه ذكر وجوها في تفسيره ولم يذكر هذا الوجه ، ولعله أوقعه في ذلك تفلسفه نعوذ بالله من ذلك ، وفي كلام الطيبي أيضا ما يشعر بضيق الصدر نسأل الله العافية انتهى .
[ ص: 350 ] قوله : ( وفي الباب عن صفوان بن عسال وحذيفة بن أسيد وأنس بن أبي موسى ) أما حديث صفوان بن عسال فأخرجه ابن ماجه عنه مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=751622إن nindex.php?page=treesubj&link=19723من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا عرضه سبعون سنة ، فلا يزال ذلك الباب مفتوحا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه ، فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، وأما حديث حذيفة بن أسيد فأخرجه الترمذي في الباب المتقدم ، وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه في باب الآيات ، وأما حديث أبي موسى فأخرجه أحمد ومسلم .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في بدء الخلق والتفسير والتوحيد ، ومسلم في الإيمان ، وأبو داود في الحروف ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في التفسير ، وأخرجه الترمذي أيضا في تفسير سورة يس .
قوله : ( عن إبراهيم التيمي ) هو ابن يزيد بن شريك ، يكنى أبا أسماء الكوفي العابد ثقة ، إلا أنه يرسل ويدلس من الخامسة ( عن أبيه ) أي يزيد بن شريك بن طارق التيمي الكوفي ثقة ، يقال إنه أدرك الجاهلية من الثانية .
[ ص: 349 ] قوله : ( أين تذهب هذه ) أي الشمس ، والإشارة للتعظيم ( فإنها تذهب لتستأذن في السجود فيؤذن لها ) أي في السجود ، قال ابن بطال : استئذان الشمس معناه أن الله يخلق فيها حياة ، يوجد القول عندها ; لأن الله قادر على إحياء الجماد والموات ، وقال غيره : يحتمل أن يكون الاستئذان أسند إليها مجازا ، والمراد من هو موكل بها من الملائكة .
قلت : الظاهر هو الأول والله تعالى أعلم وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في بدء الخلق : nindex.php?page=hadith&LINKID=877115فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ، قال القسطلاني : أي في الطلوع من المشرق على عاداتها فيؤذن لها فتبدو من جهة المشرق ، قال الحافظ أما قوله : تحت العرش فقيل هو حين محاذاتها ولا يخالف هذا قوله : وجدها تغرب في عين حمئة ، فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب ، وسجودها تحت العرش إنما هو بعد الغروب .
( وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المذكورة : nindex.php?page=hadith&LINKID=877116ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، يقال لها ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ( قال ثم قرأ ) عليه الصلاة والسلام ( " وذلك مستقر لها " وقال ) أي أبو ذر كما هو الظاهر ( ذلك قراءة nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ) ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في بدء الخلق والتفسير فذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم وهذه القراءة هي المتواترة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التفسير قال : مستقرها تحت العرش ، قال الحافظ في الحديث رد على من زعم أن المراد بمستقرها غاية ما تنتهي إليه في الارتفاع ، وذلك أطول يوم في السنة ، وقيل إلى منتهى أمرها عند انتهاء الدنيا ، قال الحافظ : وظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه في كل يوم وليلة عند سجودها ، ومقابل الاستقرار المسير الدائم المعبر عنه بالجري انتهى ، وقال الطيبي بعد ذكر التأويلين المذكورين في كلام الحافظ ما لفظه : وأما قوله مستقرها تحت العرش فلا ينكر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده ، وإنما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه ، لأن علمنا لا يحيط به انتهى كلام الطيبي ، وقال الشيخ في اللمعات قوله : والشمس تجري لمستقر لها قد ذكر في التفاسير وجوه غير ما في هذا الحديث ، ولا شك أن ما وقع في الحديث المتفق عليه هو المعتبر والمعتمد ، والعجب من nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي أنه ذكر وجوها في تفسيره ولم يذكر هذا الوجه ، ولعله أوقعه في ذلك تفلسفه نعوذ بالله من ذلك ، وفي كلام الطيبي أيضا ما يشعر بضيق الصدر نسأل الله العافية انتهى .
[ ص: 350 ] قوله : ( وفي الباب عن صفوان بن عسال وحذيفة بن أسيد وأنس بن أبي موسى ) أما حديث صفوان بن عسال فأخرجه ابن ماجه عنه مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=751622إن nindex.php?page=treesubj&link=19723من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا عرضه سبعون سنة ، فلا يزال ذلك الباب مفتوحا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه ، فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، وأما حديث حذيفة بن أسيد فأخرجه الترمذي في الباب المتقدم ، وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه في باب الآيات ، وأما حديث أبي موسى فأخرجه أحمد ومسلم .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في بدء الخلق والتفسير والتوحيد ، ومسلم في الإيمان ، وأبو داود في الحروف ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في التفسير ، وأخرجه الترمذي أيضا في تفسير سورة يس .