الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب في الأثرة

                                                                                                          2189 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن قتادة حدثنا أنس بن مالك عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله استعملت فلانا ولم تستعملني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح [ ص: 355 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 355 ] قوله : ( استعملت فلانا ) أي جعلته عاملا ( فقال ) أي للأنصار كما في حديث أنس عند البخاري في مناقب الأنصار ( إنكم ) أيها الأنصار ( سترون بعدي أثرة ) بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحتين ، ويجوز كسر أوله مع الإسكان ، أي الانفراد بالشيء المشترك دون من يشركه فيه ، والمعنى أنه يستأثر عليهم بما لهم فيه اشتراك في الاستحقاق ، وقال أبو عبيد : معناه يفضل نفسه عليكم في الفيء كذا في الفتح ( فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) أي يوم القيامة ، أي اصبروا حتى تموتوا فإنكم ستجدونني عند الحوض فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم والثواب الجزيل على الصبر ، قال الحافظ : والسر في جوابه على طلب الولاية بقوله ( سترون بعدي أثرة ) إرادة نفي ظنه أنه آثر الذي ولاه عليه فبين له أن ذلك لا يقع في زمانه ، وأنه لم يخصه بذلك لذاته بل لعموم مصلحة المسلمين ، وأن الاستئثار للحظ الدنيوي إنما يقع بعدي وأمرهم عند وقوع ذلك بالصبر انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية