الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وللخروج على خلاف الأصل أسباب أحدها : قصد التعظيم [ ص: 62 ] كقوله تعالى : واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ( البقرة : 282 ) .

وقوله تعالى : أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ( المجادلة : 22 ) .

وقوله تعالى : واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ( الحشر : 18 ) .

وقوله تعالى : لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ( الكهف : 38 ) فأعاد ذكر " الرب " لما فيه من التعظيم والهضم للخصم .

وقوله تعالى : الله أحد الله الصمد ( الإخلاص : 1 - 2 ) .

وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ( غافر : 44 ) .

هو الله ربي ولا أشرك بربي ( الكهف : 38 ) .

كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ( الإسراء : 20 ) .

بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ( الفرقان : 11 ) .

وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ( الإسراء : 78 ) .

وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب ( آل عمران : 37 ) .

وقوله تعالى : الحاقة ما الحاقة ( الحاقة : 1 - 2 ) القارعة ما القارعة ( القارعة : 1 - 2 ) كان القياس - لولا ما أريد به من التعظيم والتفخيم - : " الحاقة ما هي " .

ومثله فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ( الواقعة : 8 - 9 ) تفخيما لما ينال الفريقين من جزيل الثواب وأليم العقاب [ ص: 63 ] ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : قل ومن يعص الله ورسوله فلا يرد كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأن المعنى في نهي الخطيب عن عدم الإفراد احتمال عدم التعظيم ، وهو سيئ في حقه - صلى الله عليه وسلم - ولأن كلام الخطيب في جملتين فلا بد من إعادته بخلافه في الآخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية