ولما كان التصرف فيها غير منضبط، أجمله بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=32414_32433_34276_34277_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80ولكم فيها أي: كلها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80منافع أي: كثيرة بغير ذلك في الدر والوبر والصوف وغيرها.
ولما [كان] سوقها وبلوغ الأماكن الشاسعة عليها في أقرب مدة لنيل الأمور الهائلة عظيم الجدوى جدا، نبه على عظمته بقطعه
[ ص: 124 ] عما قبله بإجمال المنافع ثم تفصيله منه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80ولتبلغوا أي: مستعلين
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80عليها وهي في غاية الذل والطواعية، ونبههم على نقصهم وعظيم نعمته عليهم بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80حاجة أي: جنس الحاجة.
ولما كان في مقام التعظيم لنعمه لأن من سياق الامتنان وإظهار القدرة وحدها وجمع ما تضمر فيه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80في صدوركم إشارة إلى أن حاجة واحدة ضاقت عنها قلوب الجميع حتى فاضت منها فملأت مساكنها.
ولما كان الحمل يكون مع مطلق الاستعلاء سواء كان على أعلى الشيء أولا بخلاف الركوب، قال معبرا بأداة الاستعلاء فيها وفي الفلك غير سفينة
نوح عليه الصلاة والسلام، فإنها كانت مغطاة كما حكي فكانوا في بطنها [لا] على ظهرها:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وعليها أي: في البر
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وعلى الفلك أي: في البحر
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80تحملون أي: تحمل لكم أمتعتكم فإن حمل الإنسان نفسه تقدم بالركوب.
وأشار بالنباء للمفعول أنه سخر ذلك تسخيرا عظيما لا يحتاج معه إلى علاج في نفس الحمل.
وَلَمَّا كَانَ التَّصَرُّفُ فِيهَا غَيْرَ مُنْضَبِطٍ، أَجْمَلَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=32414_32433_34276_34277_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَلَكُمْ فِيهَا أَيْ: كُلُّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80مَنَافِعُ أَيْ: كَثِيرَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ فِي الدُّرِّ وَالْوَبَرِ وَالصُّوفِ وَغَيْرِهَا.
وَلَمَّا [كَانَ] سَوْقُهَا وَبُلُوغُ الْأَمَاكِنِ الشَّاسِعَةِ عَلَيْهَا فِي أَقْرَبِ مُدَّةٍ لِنَيْلِ الْأُمُورِ الْهَائِلَةِ عَظِيمِ الْجَدْوَى جِدًّا، نَبَّهَ عَلَى عَظَمَتِهِ بِقَطْعِهِ
[ ص: 124 ] عَمَّا قَبْلَهُ بِإِجْمَالِ الْمَنَافِعِ ثُمَّ تَفْصِيلُهُ مِنْهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَلِتَبْلُغُوا أَيْ: مُسْتَعْلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80عَلَيْهَا وَهِيَ فِي غَايَةِ الذُّلِّ وَالطَّوَاعِيَةِ، وَنَبَّهَهُمْ عَلَى نَقْصِهِمْ وَعَظِيمِ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80حَاجَةً أَيْ: جَنَّسَ الْحَاجَةَ.
وَلَمَّا كَانَ فِي مَقَامِ التَّعْظِيمِ لِنِعَمِهِ لِأَنَّ مِنْ سِيَاقِ الِامْتِنَانِ وَإِظْهَارِ الْقُدْرَةِ وَحْدَهَا وَجَمْعُ مَا تُضْمِرُ فِيهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80فِي صُدُورِكُمْ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ حَاجَةً وَاحِدَةً ضَاقَتْ عَنْهَا قُلُوبُ الْجَمِيعِ حَتَّى فَاضَتْ مِنْهَا فَمَلَأَتْ مَسَاكِنَهَا.
وَلَمَّا كَانَ الْحَمْلُ يَكُونُ مَعَ مُطْلَقِ الِاسْتِعْلَاءِ سَوَاءٌ كَانَ عَلَى أَعْلَى الشَّيْءِ أَوَّلًا بِخِلَافِ الرُّكُوبِ، قَالَ مُعَبِّرًا بِأَدَاةِ الِاسْتِعْلَاءِ فِيهَا وَفِي الْفَلَكِ غَيْرَ سَفِينَةِ
نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَإِنَّهَا كَانَتْ مُغَطَّاةً كَمَا حُكِيَ فَكَانُوا فِي بَطْنِهَا [لَا] عَلَى ظَهْرِهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَعَلَيْهَا أَيْ: فِي الْبَرِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80وَعَلَى الْفُلْكِ أَيْ: فِي الْبَحْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=80تُحْمَلُونَ أَيْ: تَحْمِلُ لَكُمْ أَمْتِعَتَكُمْ فَإِنَّ حَمْلَ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ تَقَدَّمَ بِالرُّكُوبِ.
وَأَشَارَ بِالنَّبَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَنَّهُ سَخَّرَ ذَلِكَ تَسْخِيرًا عَظِيمًا لَا يَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى عِلَاجٍ فِي نَفْسِ الْحَمْلِ.