الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( الهبة تمليك بلا عوض ولثواب الآخرة صدقة )

                                                                                                                            ش : قال ابن عرفة : الهبة أحد أنواع العطية وهي أي العطية تمليك متمول بغير عوض إنشاء فيخرج الإنكاح والحكم باستحقاق وارث إرثه وتدخل العارية والحبس والعمرى والهبة والصدقة ثم ، قال : والهبة لا لثواب تمليك ذي منفعة لوجه المعطى بغير عوض والصدقة كذلك لوجه الله بدل لوجه المعطي وفي الهبة لكونها كذلك مع إرادة الثواب من الله صدقة أو لا . قولا الأكثر ومطرف حسبما يأتي ذكره في الاعتصار وتخرج العارية والبيع فقول المصنف الهبة تمليك بلا عوض يريد : ولم تتمحض لثواب الآخرة ، وذلك أعم من أن تكون لوجه المعطى فقط أو لذلك مع قصد ثواب الآخرة فإن تمحضت لثواب الآخرة فهي الصدقة وهذا معنى قوله ولثواب الآخرة صدقة ( فائدة ) ورد في الحديث { داووا مرضاكم بالصدقة } سئل ابن رشد عن هذا الحديث ومعناه فأجاب : بأني لست أجده في نص من المصنفات الصحيحة ولو صح [ ص: 50 ] فمعناه الحث على عيادة المرضى ; لأن ذلك من المعروف وكل معروف صدقة فيحصل له السرور والدعاء له ولا شك في رجاء الإجابة له والشفاء فينفعه في الدواء ، قال البرزلي : وحمله بعض شيوخنا على ظاهره ، وأنه إذا تصدق عنه ويطلب له الدعاء من المتصدق عليه ، ويرجى له الشفاء . ذكره البرزلي في آخر مسائل الوصايا والمحجور وهو في النوازل في باب الجامع ، والحديث أخرجه الطبراني والبيهقي وقال العراقي في تخريج الإحياء : حديث الصدقة تسد سبعين بابا من السوء ابن المبارك في البر من حديث أنس بسند ضعيف { : إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين بابا من ميتة السوء } ، والله أعلم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية