الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة : ( ثم يصلي الفجر بغلس ) :

قال أبو عبد الله في رواية أبي الحارث : فإذا برق الفجر صلى مع الإمام إن قدر ، ثم وقف فدعا : ثم دفع قبل طلوع الشمس حتى يأتي منى .

السنة : التغليس بالفجر في هذا المكان قبل جميع الأيام ; ليتسع وقت الوقوف بالمشعر الحرام ، قال جابر بن عبد الله : " ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ، ثم ركب القصوى حتى أتى المشعر الحرام " . رواه مسلم .

[ ص: 517 ] وعن عبد الرحمن بن يزيد قال : " حج عبد الله فأتينا المزدلفة حين الأذان بالعتم ، أو قريبا من ذلك فأمر رجلا فأذن وأقام ، ثم صلى المغرب ، وصلى بعدها ركعتين ، ثم دعا بعشائه فتعشى ، ثم أمر أرى فأذن ، وأقام ، قال : لا أعلم الشك إلا من زهير ، ثم صلى العشاء مرتين ، فلما طلع الفجر ، قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - : كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم ، قال عبد الله : هما صلاتان تحولان عن وقتهما : صلاة المغرب بعدما يأتي المزدلفة ، والفجر حين يبزغ الفجر ، وقال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله " .

وفي لفظ : " خرجت مع عبد الله إلى مكة ، ثم قدمنا جمعا فصلى الصلاتين كل واحدة وحدها بأذان وإقامة ، والعشاء بينهما ، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر ، قائل يقول : طلع الفجر ، وقائل يقول : لم يطلع الفجر " ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الصلاتين حولتا عن وقتهما في هذا [ ص: 518 ] المكان : المغرب ، فلا يقدم الناس جمعا حتى يعتموا ، وصلاة الفجر هذه الساعة " ، ثم وقف حتى أسفر ، ثم قال : " إن أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السنة ، فما أدري أقوله كان أسرع ؟ أم دفع عثمان - رضي الله عنه - فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر " . رواه البخاري ، وفي رواية : " ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين ; صلاة المغرب والعشاء بجمع ، وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها " . متفق عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية