الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون

                                                                                                                                                                                                                                      128 - ليس لك من الأمر شيء اسم ليس "شيء" والخبر "لك" "ومن الأمر" حال من شيء; لأنها صفة مقدمة. أو يتوب عليهم عطف على ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم و ليس لك من الأمر شيء اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه، والمعنى: أن الله تعالى مالك أمرهم، فإما أن [ ص: 291 ] يهلكهم، أو يهزمهم، أو يتوب عليهم إن أسلموا، أو يعذبهم إن أصروا على الكفر، وليس لك من أمرهم شيء، إنما أنت عبد مبعوث لإنذارهم ومجاهدتهم، وعن الفراء "أو" بمعنى: حتى، وعن ابن عيسى بمعنى: إلا أن، كقولك: لألزمنك أو تعطيني حقي، أي: ليس لك من أمرهم شيء إلا أن يتوب الله عليهم فتفرح بحالهم، أو يعذبهم فتتشفى منهم، وقيل: أراد أن يدعو عليهم فنهاه الله تعالى; لعلمه أن فيهم من يؤمن فإنهم ظالمون مستحقون للتعذيب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية