الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قرأ أهل المدينة وأكثر القراء :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 421 ] ( ولا يحسبن ... ) [ 178 ، 180 ]

                                                                                                                                                                                                                                        بالياء في الموضعين جميعا . وقرأ حمزة بالتاء فيهما ، وزعم أبو حاتم أنه لحن لا يجوز ، وتابعه على ذلك جماعة ، وقرأ يحيى بن وثاب : ( إنما نملي لهم ) بكسر إن فيهما جميعا . قال أبو حاتم : وسمعت الأخفش يذكر كسر " إن " يحتج به لأهل القدر لأنه كان منهم ، ويجعله على التقديم والتأخير ، أي : ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ، إنما نملي لهم خير لأنفسهم . قال : ورأيت في مصحف في المسجد الجامع قد زادوا فيه حرفا ، فصار : إنما نملي لهم ليزدادوا إيمانا ، فنظر إليه يعقوب القارئ فتبين اللحق فحكه . قال أبو جعفر : التقدير على قراءة نافع أن " أن " تنوب عن المفعولين ، وأما قراءة حمزة فزعم الكسائي والفراء أنها جائزة على التكرير ، أي : ولا تحسبن الذين كفروا لا تحسبن إنما نملي لهم . قال أبو إسحاق : " أن " بدل من " الذين " أي ولا يحسبن أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، أي إملاءنا للذين كفروا خيرا لأنفسهم ، كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        فما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما



                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : قراءة يحيى بن وثاب بكسر إن فيهما جميعا حسنة ، كما تقول : حسبت عمرا أبوه خارج . فأما

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية