الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم قال : فصل فيما يجب على الخصمين في الجدل . اعلم أنه يجب لكل واحد منهما على صاحبه مثل الذي يجب للآخر عليه من الإجمال في خطابه ، وترك التقطيع [ ص: 587 ] لكلامه ، والإقبال عليه ، وترك الصياح في وجهه ، والتأمل لما يأتي به ، والتجنب للحدة والضجر عليه ، وترك الحمل له على جحد الضرورة ، إلا من حيث يلزمه ذلك بمذهبه ، وترك الإخراج له عن الحد الذي ينبغي أن يكون عليه في السؤال أو الجواب ، وترك الاستصغار له ، والاحتقار لما يأتي به ، إلا من حيث تلزمه الحجة إياه ، والتنبه له على ذلك إن بدر منه ، أو مناقضته إن ظهرت في كلامه ، وأن لا يمانعه العبارة إذا أدت المعنى .

وكان الغرض إنما هو في المعنى دون العبارة ، وأن لا يخرج في عبارته عن العادة ، وأن لا يدخل في كلامه ما ليس منه ، ولا يستعمل ما يقتضي التعدي على خصمه ، والتعدي خروجه عما يقتضيه السؤال والجواب ولا يمنعه البناء على أمثلة ، ولا يشنع ما ليس بشنيع في مذهبه ، أو يعود عليه من الشناعة مثله ، ولا يأخذ عليه شرف المجلس للاستظهار عليه

ولا يستعمل الإبهام بما يخرج عن حد الكلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية