الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في القرن الثالث

                                                                                                          2221 حدثنا واصل بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن الفضيل عن الأعمش عن علي بن مدرك عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها قال أبو عيسى هكذا روى محمد بن فضيل هذا الحديث عن الأعمش عن علي بن مدرك عن هلال بن يساف وروى غير واحد من الحفاظ هذا الحديث عن الأعمش عن هلال بن يساف ولم يذكروا فيه علي بن مدرك قال وحدثنا الحسين بن حريث حدثنا وكيع عن الأعمش حدثنا هلال بن يساف عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وهذا أصح عندي من حديث محمد بن فضيل وقد روي من غير وجه عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 389 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 389 ] ( باب ما جاء في القرن الثالث ) وهو قرن أتباع التابعين ، قال النووي : الصحيح أن قرنه صلى الله عليه وسلم والصحابة ، والثاني التابعون ، والثالث تابعوهم ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( خير الناس قرني ) أي أهل قرني ، قال الحافظ والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة وقد سبق في صفة النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                          قوله : ( وبعثت في خير قرون بني آدم ) وفي رواية بريدة عند أحمد : خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم ، وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعا وتسعين ، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو [ ص: 390 ] سبعين أو ثمانين ، وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين ، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان ، واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين انتهى ( ثم الذين يلونهم ) أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون ( ثم الذين يلونهم ) وهم أتباع التابعين ، ويأتي شرح هذا الحديث وتخريجه في أبواب الشهادات .




                                                                                                          الخدمات العلمية