الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 591 ] 1706 - قصة إسلام أبي قحافة رضي الله عنه

                                                                                            4420 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد بن عبد الله ، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت : لما كان عام الفتح ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذا طوى قال أبو قحافة لابنة له وكانت أصغر ولده : أي بنية ، أشرفي بي على أبي قبيس ، وقد كف بصره ، فأشرفت به عليه ، فقال : أي بنية ، ماذا ترين ؟ قالت : أرى سوادا مجتمعا وأرى رجلا يسري بين يدي ذلك السواد مقبلا ، فقال : تلك الخيل يا بنية ، ثم قال : ماذا ترين ؟ قالت : أرى السواد قد انتشر ، فقال : إذا والله دفعت الخيل ، فأسرعي بي إلى بيتي ، فخرجت سريعا حتى إذا هبطت به إلى الأبطح وكان في عنقها طوق لها من ورق ، فاقتطعه إنسان من عنقها ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد خرج أبو بكر رضي الله عنه حتى جاء بأبيه يقوده ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه " فقال : يمشي هو إليك يا رسول الله ، أحق من أن تمشي إليه ، فأجلسه بين يديه ، ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدره ، وقال : " أسلم تسلم " فأسلم ، ثم قام أبو بكر رضي الله عنه فأخذ بيد أخته ، فقال : أنشد بالله والإسلام طوق أختي ، فوالله ما جاء به أحد ، ثم قال الثانية : أنشد بالله والإسلام طوق أختي ، فما جاء به أحد ، فقال : يا أخية ، احتسبي طوقك ، فوالله إن الأمانة في الناس لقليل " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية