nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون .
لما أورد سبحانه على الكفار المعاصرين
لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أنواع الدلائل التي هي أوضح من الشمس ، أكد ذلك بذكر القصص على طريقة التفنن في الكلام ، ونقله من أسلوب إلى أسلوب لتكون الموعظة أظهر والحجة أبين ، والقبول أتم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين [ هود 25 ] .
قرأ
ابن كثير وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بفتح الهمزة على تقدير حرف الجر : أي أرسلناه بأني : أي أرسلناه متلبسا بذلك الكلام ، وهو أني لكم نذير مبين .
وقرأ الباقون بالكسر على إرادة القول : أي قائلا إني لكم ، والواو في ولقد للابتداء ، واللام هي الموطئة للقسم ، واقتصر على النذارة دون البشارة ، لأن دعوته كانت لمجرد الإنذار ، أو لكونهم لم يعملوا بما بشرهم به .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أن لا تعبدوا إلا الله بدل من إني لكم نذير مبين : أي أرسلناه بأن لا تعبدوا إلا الله ، أو تكون أن مفسرة متعلقة بأرسلنا ، أو بنذير ، أو بمبين ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم تعليلية .
والمعنى : نهيتكم عن عبادة غير الله لأني أخاف عليكم ، وفيها تحقيق لمعنى الإنذار ، واليوم الأليم : هو يوم القيامة ، أو يوم الطوفان ، ووصفه بالأليم من باب الإسناد المجازي مبالغة .
ثم ذكر ما أجاب به قومه عليه وهذا الجواب يتضمن الطعن منهم في نبوته من ثلاث جهات قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فقال الملأ الذين كفروا من قومه والملأ الأشراف كما تقدم غير مرة ، ووصفهم بالكفر ذما لهم ، وفيه دليل على أن بعض أشراف قومه لم يكونوا كفرة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27ما نراك إلا بشرا مثلنا هذه الجهة الأولى من جهات طعنهم في نبوته : أي نحن وأنت مشتركون في البشرية فلم يكن لك علينا مزية تستحق بها النبوة دوننا ، والجهة الثانية :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ولم يتبعك أحد من الأشراف ، فليس لك مزية علينا باتباع هؤلاء الأراذل لك ، والأراذل جمع أرذل وأرذل جمع رذل مثل أكالب وأكلب وكلب ، وقيل : الأراذل جمع الأرذل كالأساود جمع أسود ، وهم السفلة .
قال
النحاس : الأراذل : الفقراء والذين لا حسب لهم ، والحسب الصناعات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : نسبوهم إلى الحياكة ، ولم يعلموا أن الصناعات لا أثر لها في الديانة .
وقال
ثعلب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : السفلة هو الذي يصلح الدنيا بدينه ، قيل له : فمن سفلة السفلة ؟ قال : الذي يصلح دنيا غيره بفساد دينه .
والظاهر من كلام أهل اللغة أن السفلة هو الذي يدخل في الحرف الدنية ، والرؤية في الموضعين إن كانت القلبية ف بشرا في الأول واتبعك في الثاني هما المفعول الثاني ، وإن كانت البصرية فهما منتصبان على الحال وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بادي الرأي على الظرفية والعامل فيه اتبعك .
والمعنى : في ظاهر الرأي من غير تعمق ، يقال : بدا يبدو : إذا ظهر .
قال
الأزهري : معناه فيما يبدو لنا من الرأي .
والوجه الثالث : من جهات قدحهم في نبوته
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نرى لكم علينا من فضل خاطبوه في الوجهين الأولين منفردا وفي هذا الوجه خاطبوه مع متبعيه أي : ما نرى لك ولمن اتبعك من الأراذل علينا من فضل يتميزون به وتستحقون ما تدعونه ، ثم أضربوا عن الثلاثة المطاعن وانتقلوا إلى ظنهم المجرد عن البرهان الذي لا مستند له إلا
[ ص: 655 ] مجرد العصبية والحسد واستبقاء ما هم فيه من الرياسة الدنيوية ، فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بل نظنكم كاذبين فيما تدعونه ، ويجوز أن يكون هذا خطابا للأراذل وحدهم ، والأول أولى ، لأن الكلام مع
نوح لا معهم إلا بطريق التبعية له .
ثم ذكر سبحانه ما أجاب به
نوح عليهم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي أخبروني إن كنت على برهان من ربي في النبوة يدل على صحتها ويوجب عليكم قبولها مع كون ما جعلتموه قادحا ليس بقادح في الحقيقة ، فإن المساواة في صفة البشرية لا تمنع المفارقة في صفة النبوة ، واتباع الأراذل كما تزعمون ليس مما يمنع من النبوة فإنهم مثلكم في البشرية والعقل والفهم ، فاتباعهم لي حجة عليكم لا لكم ، ويجوز أن يريد بالبينة المعجزة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وآتاني رحمة من عنده هي النبوة ، وقيل الرحمة المعجزة ، والبينة النبوة .
قيل : ويجوز أن تكون الرحمة هي البينة نفسها ، والأولى تفسير الرحمة بغير ما فسرت به البينة ، والإفراد في فعميت على إرادة كل واحدة منهما ، أو على إرادة البينة ، لأنها هي التي تظهر لمن تفكر وتخفى على من لم يتفكر ، ومعنى عميت خفيت ، وقيل : الرحمة هي على الخلق ، وقيل : هي الهداية إلى معرفة البرهان ، وقيل : الإيمان ، يقال : عميت عن كذا ، وعمي علي كذا : إذا لم أفهمه .
قيل : وهو من باب القلب ، لأن البينة أو الرحمة لا تعمى وإنما يعمى عنها فهو كقولهم : أدخلت القلنسوة رأسي .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص فعميت بضم العين وتشديد الميم على البناء للمفعول : أي فعماها الله عليكم ، وفي قراءة
أبي فعماها عليكم والاستفهام في
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أنلزمكموها للإنكار : أي لا يمكنني أن أضطركم إلى المعرفة بها والحال أنكم لها كارهون ، والمعنى أخبروني إن كنت على حجة ظاهرة الدلالة على صحة نبوتي إلا أنها خافية عليكم أيمكننا أن نضطركم إلى العلم بها ، والحال أنكم لها كارهون غير متدبرين فيها ، فإن ذلك لا يقدر عليه إلا الله عز وجل .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء إسكان الميم الأولى في أنلزمكموها تخفيفا كما في قول الشاعر :
فاليوم أشرب غير مستحقب إثما من الله ولا واغل
فإن إسكان الباء في أشرب للتخفيف .
وقد قرأ
أبو عمرو كذلك .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله فيه التصريح منه عليه السلام بأنه لا يطلب على تبليغ الرسالة مالا حتى يكون بذلك محلا للتهمة ، ويكون لقول الكافرين مجال بأنه إنما ادعى ما ادعى طلبا للدنيا ، والضمير في عليه راجع إلى ما قاله لهم فيما قبل هذا .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وما أنا بطارد الذين آمنوا كالجواب عما يفهم من قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا من التلميح منهم إلى إبعاد الأراذل عنه ، وقيل إنهم سألوه طردهم تصريحا لا تلميحا ، ثم علل ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إنهم ملاقو ربهم أي لا أطردهم ، فإنهم ملاقون يوم القيامة ربهم فهو يجازيهم على إيمانهم لأنهم طلبوا بإيمانهم ما عنده سبحانه ، وكأنه قال هذا على وجه الإعظام لهم ، ويحتمل أنه قاله خوفا من مخاصمتهم له عند ربهم بسبب طرده لهم ، ثم بين لهم ما هم عليه في هذه المطالب التي طلبوها منه والعلل التي اعتلوا بها عن إجابته فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ولكني أراكم قوما تجهلون كل ما ينبغي أن يعلم ، ومن ذلك استرذالهم للذين اتبعوه وسؤالهم له أن يطردهم .
ثم أكد عدم جواز طردهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أي يمنعني من عذاب الله وانتقامه إن طردتهم ؟ فإن طردهم بسبب سبقهم إلى الإيمان والإجابة إلى الدعوة التي أرسل الله رسوله لأجلها ظلم عظيم لا يقع من أنبياء الله المؤيدين بالعصمة ، ولو وقع ذلك منهم فرضا وتقديرا لكان فيه من الظلم ما لا يكون لو فعله غيرهم من سائر الناس .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30أفلا تذكرون معطوف على مقدر ، كأنه قيل : أتستمرون على ما أنتم عليه من الجهل بما ذكر أفلا تذكرون من أحوالهم ما ينبغي تذكره وتتفكرون فيه حتى تعرفوا ما أنتم عليه من الخطأ ، وما هم عليه من الصواب .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله بين لهم أنه كما لا يطلب منهم شيئا من أموالهم على تبليغ الرسالة ، كذلك لا يدعي أن عنده خزائن الله حتى يستدلوا بعدمها على كذبه ، كما قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نرى لكم علينا من فضل والمراد بخزائن الله : خزائن رزقه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أعلم الغيب أي ولا أدعي أني أعلم بغيب الله ، بل لم أقل لكم إلا أني نذير مبين ، إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم ولا أقول لكم إني ملك حتى تقولوا ما نراك إلا بشرا مثلنا .
وقد استدل بهذا من قال إن
nindex.php?page=treesubj&link=28809الملائكة أفضل من الأنبياء ، والأدلة في هذه المسألة مختلفة ، وليس لطالب الحق إلى تحقيقها حاجة ، فليست مما كلفنا الله بعلمه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول للذين تزدري أعينكم أي تحتقر ، والازدراء مأخوذ من أزرى عليه : إذا عابه ، وزرى عليه : إذا احتقره ، وأنشد
الفراء :
يباعده الصديق وتزدريه خليلته وينهره الصغير
والمعنى : إني لا أقول لهؤلاء المتبعين لي المؤمنين بالله الذين تعيبونهم وتحتقرونهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لن يؤتيهم الله خيرا بل قد آتاهم الخير العظيم بالإيمان به واتباع نبيه ، فهو مجازيهم الجزاء العظيم في الآخرة ورافعهم في الدنيا إلى أعلى محل ، ولا يضرهم احتقاركم لهم شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31الله أعلم بما في أنفسهم من الإيمان به والإخلاص له فمجازيهم على ذلك ، ليس لي ولا لكم من أمرهم شيء
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إني إذا لمن الظالمين لهم إن فعلت ما تريدونه بهم ، أو من الظالمين لأنفسهم إن فعلت ذلك بهم .
ثم جاوبوه بغير ما تقدم من كلامهم وكلامه عجزا عن القيام بالحجة وقصورا عن رتبة المناظرة وانقطاعا عن المباراة بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا أي خاصمتنا بأنواع الخصام ، ودفعتنا بكل حاجة لها مدخل في المقام ، ولم يبق لنا في هذا الباب مجال ، فقد ضاقت علينا المسالك وانسدت أبواب الحيل
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32فأتنا بما تعدنا من العذاب الذي تخوفنا منه وتخافه علينا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32إن كنت من الصادقين فيما تقوله لنا .
فأجاب بأن ذلك ليس
[ ص: 656 ] إليه وإنما هو بمشيئة الله وإرادته ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33قال إنما يأتيكم به الله إن شاء فإن قضت مشيئته وحكمته بتعجيله عجله لكم ، وإن قضت مشيئته وحكمته بتأخيره أخره
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33وما أنتم بمعجزين بفائتين عما أراده الله بكم بهرب أو مدافعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34ولا ينفعكم نصحي الذي أبذله لكم وأستكثر منه قياما مني بحق النصيحة لله بإبلاغ رسالته ، ولكم بإيضاح الحق وبيان بطلان ما أنتم عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34إن أردت أن أنصح لكم وجواب هذا الشرط محذوف ، والتقدير : إن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي ، كما يدل عليه ما قبله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34إن كان الله يريد أن يغويكم أي إن كان الله يريد إغواءكم فلا ينفعكم النصح مني ، فكان جواب هذا الشرط محذوفا كالأول ، وتقديره ما ذكرنا ، وهذا التقدير إنما هو على مذهب من يمنع من تقدم الجزاء على الشرط ، وأما على مذهب من يجيزه ، فجزاء الشرط الأول ولا ينفعكم نصحي ، وجزاء الشرط الثاني الجملة الشرطية الأولى وجزاؤها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : معنى يغويكم يهلككم بعذابه ، وظاهر لغة العرب أن الإغواء الإضلال ، فمعنى الآية : لا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يضلكم عن سبيل الرشاد ويخذلكم عن طريق الحق .
وحكي عن
طي أصبح فلان غاويا : أي مريضا ، وليس هذا المعنى هو المراد في الآية .
وقد ورد الإغواء بمعنى الإهلاك ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فسوف يلقون غيا [ مريم 59 ] وهو غير ما في هذه الآية هو ربكم فإليه الإغواء وإليه الهداية وإليه ترجعون فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي قال : فيما ظهر لنا .
وأخرج
أبو الشيخ عن
عطاء مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28إن كنت على بينة من ربي قال : قد عرفتها وعرفت بها أمره ، وأنه لا إله إلا هو ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وآتاني رحمة من عنده قال : الإسلام الهدى والإيمان والحكم والنبوة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أنلزمكموها قال : أما والله لو استطاع نبي الله لألزمها قومه ، ولكنه لم يستطع ذلك ولم يمكنه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يقرأ أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
أبي العالية قال في قراءة
أبي " أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون " .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أنه قرأ أنلزمكموها من شطر قلوبنا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وما أنا بطارد الذين آمنوا ، قال : قالوا له يا
نوح إن أحببت أن نتبعك فاطردهم ، وإلا فلن نرضى أن نكون نحن وهم في الأرض سواء ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إنهم ملاقو ربهم قال : فيسألهم عن أعمالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله التي لا يفنيها شيء ، فأكون إنما دعوتكم لتتبعوني عليها ، لا أعطيكم بملكه لي عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أعلم الغيب لا أقول : اتبعوني على علمي بالغيب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول إني ملك نزلت من السماء برسالة ، ما أنا إلا بشر مثلكم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
ابن زيد ولا أقول للذين تزدري أعينكم .
قال : حقرتموهم .
وأخرج
أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لن يؤتيهم الله خيرا قال : يعني إيمانا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32فأتنا بما تعدنا قال : تكذيبا بالعذاب وأنه باطل .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
لِمَا أَوْرَدَ سُبْحَانَهُ عَلَى الْكُفَّارِ الْمُعَاصِرِينَ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْوَاعَ الدَّلَائِلِ الَّتِي هِيَ أَوْضَحُ مِنَ الشَّمْسِ ، أَكَدَّ ذَلِكَ بِذِكْرِ الْقَصَصِ عَلَى طَرِيقَةِ التَّفَنُّنِ فِي الْكَلَامِ ، وَنَقْلِهِ مِنْ أُسْلُوبٍ إِلَى أُسْلُوبٍ لِتَكُونَ الْمَوْعِظَةُ أَظْهَرَ وَالْحُجَّةُ أَبْيَنَ ، وَالْقَبُولُ أَتَمَّ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ [ هُودٍ 25 ] .
قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى تَقْدِيرِ حَرْفِ الْجَرِّ : أَيْ أَرْسَلْنَاهُ بِأَنِّي : أَيْ أَرْسَلْنَاهُ مُتَلَبِّسًا بِذَلِكَ الْكَلَامِ ، وَهُوَ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ عَلَى إِرَادَةِ الْقَوْلِ : أَيْ قَائِلًا إِنِّي لَكُمْ ، وَالْوَاوُ فِي وَلَقَدْ لِلِابْتِدَاءِ ، وَاللَّامُ هِيَ الْمُوَطِّئَةُ لِلْقَسَمِ ، وَاقْتَصَرَ عَلَى النِّذَارَةِ دُونَ الْبِشَارَةِ ، لِأَنَّ دَعْوَتَهُ كَانَتْ لِمُجَرَّدِ الْإِنْذَارِ ، أَوْ لِكَوْنِهِمْ لَمْ يَعْمَلُوا بِمَا بَشَّرَهُمْ بِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ بَدَلٌ مِنْ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ : أَيْ أَرْسَلْنَاهُ بِأَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ، أَوْ تَكُونُ أَنْ مُفَسِّرَةً مُتَعَلِّقَةً بِأَرْسَلْنَا ، أَوْ بِنَذِيرٍ ، أَوْ بِمُبِينٍ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ تَعْلِيلِيَّةٌ .
وَالْمَعْنَى : نَهَيْتُكُمْ عَنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ لِأَنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ ، وَفِيهَا تَحْقِيقٌ لِمَعْنَى الْإِنْذَارِ ، وَالْيَوْمُ الْأَلِيمُ : هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، أَوْ يَوْمُ الطُّوفَانِ ، وَوَصْفُهُ بِالْأَلِيمِ مِنْ بَابِ الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ مُبَالَغَةً .
ثُمَّ ذَكَرَ مَا أَجَابَ بِهِ قَوْمُهُ عَلَيْهِ وَهَذَا الْجَوَابُ يَتَضَمَّنُ الطَّعْنَ مِنْهُمْ فِي نُبُوَّتِهِ مِنْ ثَلَاثِ جِهَاتٍ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ وَالْمَلَأُ الْأَشْرَافُ كَمَا تَقَدَّمَ غَيْرُ مَرَّةٍ ، وَوَصْفُهُمْ بِالْكُفْرِ ذَمًّا لَهُمْ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ بَعْضَ أَشْرَافِ قَوْمِهِ لَمْ يَكُونُوا كَفَرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا هَذِهِ الْجِهَةُ الْأُولَى مِنْ جِهَاتِ طَعْنِهِمْ فِي نُبُوَّتِهِ : أَيْ نَحْنُ وَأَنْتَ مُشْتَرِكُونَ فِي الْبَشَرِيَّةِ فَلَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيْنَا مَزِيَّةٌ تَسْتَحِقُّ بِهَا النُّبُوَّةَ دُونَنَا ، وَالْجِهَةُ الثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا وَلَمْ يَتَّبِعْكَ أَحَدٌ مِنَ الْأَشْرَافِ ، فَلَيْسَ لَكَ مَزِيَّةٌ عَلَيْنَا بِاتِّبَاعِ هَؤُلَاءِ الْأَرَاذِلِ لَكَ ، وَالْأَرَاذِلُ جَمْعُ أَرْذَلَ وَأَرْذَلُ جَمْعُ رَذْلٍ مِثْلُ أَكَالِبَ وَأَكْلُبٍ وَكَلْبٍ ، وَقِيلَ : الْأَرَاذِلُ جَمْعُ الْأَرْذَلِ كَالْأَسَاوِدِ جَمْعُ أَسْوَدٍ ، وَهُمُ السَّفَلَةُ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : الْأَرَاذِلُ : الْفُقَرَاءُ وَالَّذِينَ لَا حَسَبَ لَهُمْ ، وَالْحَسَبُ الصِّنَاعَاتُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : نَسَبُوهُمْ إِلَى الْحِيَاكَةِ ، وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الصِّنَاعَاتِ لَا أَثَرَ لَهَا فِي الدِّيَانَةِ .
وَقَالَ
ثَعْلَبٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ : السَّفَلَةُ هُوَ الَّذِي يُصْلِحُ الدُّنْيَا بِدِينِهِ ، قِيلَ لَهُ : فَمَنْ سَفَلَةُ السَّفَلَةِ ؟ قَالَ : الَّذِي يُصْلِحُ دُنْيَا غَيْرِهِ بِفَسَادِ دِينِهِ .
وَالظَّاهِرُ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ السَّفَلَةَ هُوَ الَّذِي يَدْخُلُ فِي الْحِرَفِ الدَّنِيَّةِ ، وَالرُّؤْيَةُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إِنْ كَانَتِ الْقَلْبِيَّةَ فَ بَشَرًا فِي الْأَوَّلِ وَاتَّبَعَكَ فِي الثَّانِي هُمَا الْمَفْعُولُ الثَّانِي ، وَإِنْ كَانَتِ الْبَصَرِيَّةَ فَهُمَا مُنْتَصِبَانِ عَلَى الْحَالِ وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بَادِيَ الرَّأْيِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ وَالْعَامِلُ فِيهِ اتَّبَعَكَ .
وَالْمَعْنَى : فِي ظَاهِرِ الرَّأْيِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّقٍ ، يُقَالُ : بَدَا يَبْدُو : إِذَا ظَهَرَ .
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : مَعْنَاهُ فِيمَا يَبْدُو لَنَا مِنَ الرَّأْيِ .
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ : مِنْ جِهَاتِ قَدْحِهِمْ فِي نُبُوَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ خَاطَبُوهُ فِي الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ مُنْفَرِدًا وَفِي هَذَا الْوَجْهِ خَاطَبُوهُ مَعَ مُتَّبِعِيهِ أَيْ : مَا نَرَى لَكَ وَلِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْأَرَاذِلِ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ يَتَمَيَّزُونَ بِهِ وَتَسْتَحِقُّونَ مَا تَدَّعُونَهُ ، ثُمَّ أَضْرَبُوا عَنِ الثَّلَاثَةِ الْمَطَاعِنِ وَانْتَقَلُوا إِلَى ظَنِّهِمُ الْمُجَرَّدِ عَنِ الْبُرْهَانِ الَّذِي لَا مُسْتَنَدَ لَهُ إِلَّا
[ ص: 655 ] مُجَرَّدُ الْعَصَبِيَّةِ وَالْحَسَدِ وَاسْتِبْقَاءِ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الرِّيَاسَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ ، فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ فِيمَا تَدَّعُونَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا خِطَابًا لِلْأَرَاذِلِ وَحْدَهُمْ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، لِأَنَّ الْكَلَامَ مَعَ
نُوحٍ لَا مَعَهُمْ إِلَّا بِطَرِيقِ التَّبَعِيَّةِ لَهُ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا أَجَابَ بِهِ
نُوحٌ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أَيْ أَخْبِرُونِي إِنْ كُنْتُ عَلَى بُرْهَانٍ مِنْ رَبِّي فِي النُّبُوَّةِ يَدُلُّ عَلَى صِحَّتِهَا وَيُوجِبُ عَلَيْكُمْ قَبُولَهَا مَعَ كَوْنِ مَا جَعَلْتُمُوهُ قَادِحًا لَيْسَ بِقَادِحٍ فِي الْحَقِيقَةِ ، فَإِنَّ الْمُسَاوَاةَ فِي صِفَةِ الْبَشَرِيَّةِ لَا تَمْنَعُ الْمُفَارَقَةَ فِي صِفَةِ النُّبُوَّةِ ، وَاتِّبَاعُ الْأَرَاذِلِ كَمَا تَزْعُمُونَ لَيْسَ مِمَّا يَمْنَعُ مِنَ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُمْ مِثْلُكُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ وَالْعَقْلِ وَالْفَهْمِ ، فَاتِّبَاعُهُمْ لِي حُجَّةٌ عَلَيْكُمْ لَا لَكُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِالْبَيِّنَةِ الْمُعْجِزَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ هِيَ النُّبُوَّةُ ، وَقِيلَ الرَّحْمَةُ الْمُعْجِزَةُ ، وَالْبَيِّنَةُ النُّبُوَّةُ .
قِيلَ : وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الرَّحْمَةُ هِيَ الْبَيِّنَةُ نَفْسُهَا ، وَالْأَوْلَى تَفْسِيرُ الرَّحْمَةِ بِغَيْرِ مَا فُسِّرَتْ بِهِ الْبَيِّنَةُ ، وَالْإِفْرَادُ فِي فَعَمِيَتْ عَلَى إِرَادَةِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا ، أَوْ عَلَى إِرَادَةِ الْبَيِّنَةِ ، لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَظْهَرُ لِمَنْ تَفَكَّرَ وَتَخْفَى عَلَى مَنْ لَمْ يَتَفَكَّرْ ، وَمَعْنَى عَمِيَتْ خَفِيَتْ ، وَقِيلَ : الرَّحْمَةُ هِيَ عَلَى الْخَلْقِ ، وَقِيلَ : هِيَ الْهِدَايَةُ إِلَى مَعْرِفَةِ الْبُرْهَانِ ، وَقِيلَ : الْإِيمَانُ ، يُقَالُ : عَمِيتُ عَنْ كَذَا ، وَعَمِيَ عَلَيَّ كَذَا : إِذَا لَمْ أَفْهَمْهُ .
قِيلَ : وَهُوَ مِنْ بَابِ الْقَلْبِ ، لِأَنَّ الْبَيِّنَةَ أَوِ الرَّحْمَةَ لَا تَعْمَى وَإِنَّمَا يُعْمَى عَنْهَا فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ : أَدْخَلَتْ الْقَلَنْسُوَةُ رَأْسِي .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ فَعُمِّيَتْ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ : أَيْ فَعَمَّاهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، وَفِي قِرَاءَةِ
أُبِيٍّ فَعَمَّاهَا عَلَيْكُمْ وَالِاسْتِفْهَامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أَنُلْزِمُكُمُوهَا لِلْإِنْكَارِ : أَيْ لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَضْطَرَّكُمْ إِلَى الْمَعْرِفَةِ بِهَا وَالْحَالُ أَنَّكُمْ لَهَا كَارِهُونَ ، وَالْمَعْنَى أَخْبِرُونِي إِنْ كُنْتُ عَلَى حُجَّةٍ ظَاهِرَةِ الدَّلَالَةِ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِي إِلَّا أَنَّهَا خَافِيَةٌ عَلَيْكُمْ أَيُمْكِنُنَا أَنْ نَضْطَرَّكُمْ إِلَى الْعِلْمِ بِهَا ، وَالْحَالُ أَنَّكُمْ لَهَا كَارِهُونَ غَيْرُ مُتَدَبِّرِينَ فِيهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ إِسْكَانَ الْمِيمِ الْأُولَى فِي أَنُلْزِمُكُمُوهَا تَخْفِيفًا كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ إِثْمًا مِنَ اللَّهِ وَلَا وَاغِلِ
فَإِنَّ إِسْكَانَ الْبَاءِ فِي أَشْرَبْ لِلتَّخْفِيفِ .
وَقَدْ قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو كَذَلِكَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ فِيهِ التَّصْرِيحُ مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَنَّهُ لَا يَطْلُبُ عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ مَالًا حَتَّى يَكُونَ بِذَلِكَ مَحَلًّا لِلتُّهْمَةِ ، وَيَكُونَ لِقَوْلِ الْكَافِرِينَ مَجَالٌ بِأَنَّهُ إِنَّمَا ادَّعَى مَا ادَّعَى طَلَبًا لِلدُّنْيَا ، وَالضَّمِيرُ فِي عَلَيْهِ رَاجِعٌ إِلَى مَا قَالَهُ لَهُمْ فِيمَا قَبْلَ هَذَا .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953وَقَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا كَالْجَوَابِ عَمَّا يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا مِنَ التَّلْمِيحِ مِنْهُمْ إِلَى إِبْعَادِ الْأَرَاذِلِ عَنْهُ ، وَقِيلَ إِنَّهُمْ سَأَلُوهُ طَرْدَهُمْ تَصْرِيحًا لَا تَلْمِيحًا ، ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ أَيْ لَا أَطْرُدُهُمْ ، فَإِنَّهُمْ مُلَاقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَبَّهُمْ فَهُوَ يُجَازِيهِمْ عَلَى إِيمَانِهِمْ لِأَنَّهُمْ طَلَبُوا بِإِيمَانِهِمْ مَا عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ ، وَكَأَنَّهُ قَالَ هَذَا عَلَى وَجْهِ الْإِعْظَامِ لَهُمْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ قَالَهُ خَوْفًا مِنْ مُخَاصَمَتِهِمْ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِسَبَبِ طَرْدِهِ لَهُمْ ، ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمْ مَا هُمْ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْمَطَالِبِ الَّتِي طَلَبُوهَا مِنْهُ وَالْعِلَلِ الَّتِي اعْتَلُّوا بِهَا عَنْ إِجَابَتِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ كُلَّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ ، وَمِنْ ذَلِكَ اسْتِرْذَالُهُمْ لِلَّذَيْنِ اتَّبَعُوهُ وَسُؤَالُهُمْ لَهُ أَنْ يَطْرُدَهُمْ .
ثُمَّ أَكَّدَ عَدَمَ جَوَازِ طَرْدِهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَيْ يَمْنَعُنِي مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَانْتِقَامِهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ ؟ فَإِنَّ طَرْدَهُمْ بِسَبَبِ سَبْقِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ وَالْإِجَابَةِ إِلَى الدَّعْوَةِ الَّتِي أَرْسَلَ اللَّهُ رَسُولَهُ لِأَجْلِهَا ظُلْمٌ عَظِيمٌ لَا يَقَعُ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ الْمُؤَيَّدِينَ بِالْعِصْمَةِ ، وَلَوْ وَقَعَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَرْضًا وَتَقْدِيرًا لَكَانَ فِيهِ مِنَ الظُّلْمِ مَا لَا يَكُونُ لَوْ فَعَلَهُ غَيْرُهُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30أَفَلَا تَذَكَّرُونَ مَعْطُوفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : أَتَسْتَمِرُّونَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْلِ بِمَا ذُكِرَ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ مِنْ أَحْوَالِهِمْ مَا يَنْبَغِي تَذَكُّرُهُ وَتَتَفَكَّرُونَ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفُوا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَأِ ، وَمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الصَّوَابِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ بَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ كَمَا لَا يَطْلُبُ مِنْهُمْ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ، كَذَلِكَ لَا يَدَّعِي أَنَّ عِنْدَهُ خَزَائِنَ اللَّهِ حَتَّى يَسْتَدِلُّوا بِعَدَمِهَا عَلَى كَذِبِهِ ، كَمَا قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ وَالْمُرَادُ بِخَزَائِنِ اللَّهِ : خَزَائِنُ رِزْقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ أَيْ وَلَا أَدَّعِي أَنِّي أَعْلَمُ بِغَيْبِ اللَّهِ ، بَلْ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِلَّا أَنِّي نَذِيرٌ مُبِينٌ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ حَتَّى تَقُولُوا مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا .
وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذَا مَنْ قَالَ إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28809الْمَلَائِكَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْأَدِلَّةُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مُخْتَلِفَةٌ ، وَلَيْسَ لِطَالِبِ الْحَقِّ إِلَى تَحْقِيقِهَا حَاجَةٌ ، فَلَيْسَتْ مِمَّا كَلَّفَنَا اللَّهُ بِعِلْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ أَيْ تَحْتَقِرُ ، وَالِازْدِرَاءُ مَأْخُوذٌ مَنْ أَزْرَى عَلَيْهِ : إِذَا عَابَهُ ، وَزَرَى عَلَيْهِ : إِذَا احْتَقَرَهُ ، وَأَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ :
يُبَاعِدُهُ الصَّدِيقُ وَتَزْدَرِيهِ خَلِيلَتُهُ وَيَنْهَرُهُ الصَّغِيرُ
وَالْمَعْنَى : إِنِّي لَا أَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْمُتَّبِعِينَ لِي الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ الَّذِينَ تَعِيبُونَهُمْ وَتَحْتَقِرُونَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا بَلْ قَدْ آتَاهُمُ الْخَيْرَ الْعَظِيمَ بِالْإِيمَانِ بِهِ وَاتِّبَاعِ نَبِيِّهِ ، فَهُوَ مُجَازِيهِمُ الْجَزَاءَ الْعَظِيمَ فِي الْآخِرَةِ وَرَافِعُهُمْ فِي الدُّنْيَا إِلَى أَعْلَى مَحَلٍّ ، وَلَا يَضُرُّهُمُ احْتِقَارُكُمْ لَهُمْ شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ فَمُجَازِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ ، لَيْسَ لِي وَلَا لَكُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ شَيْءٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ لَهُمْ إِنْ فَعَلْتُ مَا تُرِيدُونَهُ بِهِمْ ، أَوْ مِنَ الظَّالِمِينَ لِأَنْفُسِهِمْ إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِمْ .
ثُمَّ جَاوَبُوهُ بِغَيْرِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ كَلَامِهِمْ وَكَلَامِهِ عَجْزًا عَنِ الْقِيَامِ بِالْحُجَّةِ وَقُصُورًا عَنْ رُتْبَةِ الْمُنَاظَرَةِ وَانْقِطَاعًا عَنِ الْمُبَارَاةِ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا أَيْ خَاصَمْتَنَا بِأَنْوَاعِ الْخِصَامِ ، وَدَفَعْتَنَا بِكُلِّ حَاجَةٍ لَهَا مَدْخَلٌ فِي الْمَقَامِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَنَا فِي هَذَا الْبَابِ مَجَالٌ ، فَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الْمَسَالِكُ وَانْسَدَّتْ أَبْوَابُ الْحِيَلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا مِنَ الْعَذَابِ الَّذِي تُخَوِّفُنَا مِنْهُ وَتَخَافُهُ عَلَيْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فِيمَا تَقُولُهُ لَنَا .
فَأَجَابَ بِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ
[ ص: 656 ] إِلَيْهِ وَإِنَّمَا هُوَ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ فَإِنْ قَضَتْ مَشِيئَتُهُ وَحِكْمَتُهُ بِتَعْجِيلِهِ عَجَّلَهُ لَكُمْ ، وَإِنْ قَضَتْ مَشِيئَتُهُ وَحِكْمَتُهُ بِتَأْخِيرِهِ أَخَّرَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=33وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ بِفَائِتِينَ عَمَّا أَرَادَهُ اللَّهُ بِكُمْ بِهَرَبٍ أَوْ مُدَافَعَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي الَّذِي أَبْذُلُهُ لَكُمْ وَأَسْتَكْثِرُ مِنْهُ قِيَامًا مِنِّي بِحَقِّ النَّصِيحَةِ لِلَّهِ بِإِبْلَاغِ رِسَالَتِهِ ، وَلَكُمْ بِإِيضَاحِ الْحَقِّ وَبَيَانِ بُطْلَانِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ وَجَوَابُ هَذَا الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ لَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي ، كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ أَيْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ إِغْوَاءَكُمْ فَلَا يَنْفَعُكُمُ النُّصْحُ مِنِّي ، فَكَانَ جَوَابُ هَذَا الشَّرْطِ مَحْذُوفًا كَالْأَوَّلِ ، وَتَقْدِيرُهُ مَا ذَكَرْنَا ، وَهَذَا التَّقْدِيرُ إِنَّمَا هُوَ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَمْنَعُ مِنْ تَقَدُّمِ الْجَزَاءِ عَلَى الشَّرْطِ ، وَأَمَّا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يُجِيزُهُ ، فَجَزَاءُ الشَّرْطِ الْأَوَّلِ وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي ، وَجَزَاءُ الشَّرْطِ الثَّانِي الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ الْأُولَى وَجَزَاؤُهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : مَعْنَى يُغْوِيَكُمْ يُهْلِكَكُمْ بِعَذَابِهِ ، وَظَاهِرُ لُغَةِ الْعَرَبِ أَنَّ الْإِغْوَاءَ الْإِضْلَالُ ، فَمَعْنَى الْآيَةِ : لَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُضِلَّكُمْ عَنْ سَبِيلِ الرَّشَادِ وَيَخْذُلَكُمْ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ .
وَحُكِيَ عَنْ
طَيٍّ أَصْبَحَ فُلَانٌ غَاوِيًا : أَيْ مَرِيضًا ، وَلَيْسَ هَذَا الْمَعْنَى هُوَ الْمُرَادُ فِي الْآيَةِ .
وَقَدْ وَرَدَ الْإِغْوَاءُ بِمَعْنَى الْإِهْلَاكِ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [ مَرْيَمَ 59 ] وَهُوَ غَيْرُ مَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ هُوَ رَبُّكُمْ فَإِلَيْهِ الْإِغْوَاءُ وَإِلَيْهِ الْهِدَايَةُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ قَالَ : فِيمَا ظَهَرَ لَنَا .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عَطَاءٍ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي قَالَ : قَدْ عَرَفْتُهَا وَعَرَفْتُ بِهَا أَمْرَهُ ، وَأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ قَالَ : الْإِسْلَامُ الْهُدَى وَالْإِيمَانُ وَالْحُكْمُ وَالنُّبُوَّةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أَنُلْزِمُكُمُوهَا قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوِ اسْتَطَاعَ نَبِيُّ اللَّهِ لَأَلْزَمَهَا قَوْمَهُ ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ ذَلِكَ وَلَمْ يُمْكِنْهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ أَنُلْزِمُكُمُوهَا مِنْ شَطْرِ أَنْفُسِنَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ فِي قِرَاءَةِ
أُبَيٍّ " أَنُلْزِمُكُمُوهَا مِنْ شَطْرِ أَنْفُسِنَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَرَأَ أَنُلْزِمُكُمُوهَا مِنْ شَطْرِ قُلُوبِنَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ، قَالَ : قَالُوا لَهُ يَا
نُوحُ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَتَّبِعَكَ فَاطْرُدْهُمْ ، وَإِلَّا فَلَنْ نَرْضَى أَنْ نَكُونَ نَحْنُ وَهُمْ فِي الْأَرْضِ سَوَاءً ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ عَنْ أَعْمَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ الَّتِي لَا يُفْنِيهَا شَيْءٌ ، فَأَكُونُ إِنَّمَا دَعْوَتُكُمْ لِتَتَّبِعُونِي عَلَيْهَا ، لَا أُعْطِيكُمْ بِمَلْكِهِ لِي عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَا أَقُولُ : اتَّبَعُونِي عَلَى عِلْمِي بِالْغَيْبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ بِرِسَالَةٍ ، مَا أَنَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ .
قَالَ : حَقَّرْتُمُوهُمْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا قَالَ : يَعْنِي إِيمَانًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=32فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا قَالَ : تَكْذِيبًا بِالْعَذَابِ وَأَنَّهُ بَاطِلٌ .