الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وكذبوا بآياتنا كذابا [28] مصدر، وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (وكذبوا بآياتنا كذابا) بتخفيف الأول والثاني، وهي رواية شاذة، ولكنه قد صح عن الكسائي أنه قرأ الثانية بالتخفيف، كما قال:


                                                                                                                                                                                                                                        532 - فصدقتهم وكذبتهم والمرء ينفعه كذابه



                                                                                                                                                                                                                                        وكذاب - التشديد على قول بعض الكوفيين - لغة يمنية، وهذا ما لا يحصل منه كثير فائدة، ولكن قول سيبويه أنه مصدر كذب على الحقيقة، وإن كان الكلام يكذب تكذيبا كثيرا، وفيه من النحو ما يدق من المجيء بهذه التاء في تكذيب، وليس لها في الفعل أصل، ويقال: ما الدليل على أن الأصل [ ص: 134 ] كذاب؟ ونحن نشرحه على مذهب سيبويه - إن شاء الله - سبيل الفعل إذا كان رباعيا أن يزاد على ماضيه ألف في المصدر، فتقول: أكرم إكراما، وانطلق انطلاقا، فهذا قياس مستتب، وكذا كذب كذابا، وتكلم كلاما، ثم إنهم قالوا: كذب تكذيبا، فقال سيبويه : أبدلوا من العين الزائدة تاء وقلبوا الألف ياء، فغيروا أوله، كما غيروا آخره.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : فأما تكلم تكلما فجاءوا بالماضي ولم يزيدوا ألفا لكثرة حروفه، وضموا اللام، قال سيبويه : لأنه ليس في الأسماء تفعل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية