الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4246 ( 55 ) ما جاء عن علي رضي الله عنه مما دعا مما بقي من دعائه

                                                                                ( 1 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي أنه كان يدعو : اللهم ثبتنا على كلمة العدل بالرضى والصواب ، وقوام الكتاب ، هادين مهديين راضين مرضيين ، غير ضالين ولا مضلين .

                                                                                ( 2 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن الوليد بن أبي الوليد عمن حدثه عن علي أنه كان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت بها كل شيء ، وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء ، وبعظمتك التي غلبت بها كل شيء ، وبسلطانك الذي ملأت به كل شيء ، وبقوتك التي لا يقوم لها شيء ، وبنورك الذي أضاء له كل شيء ؛ وبعلمك الذي أحاط بكل شيء ، وباسمك الذي تبيد به كل شيء ، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء ، يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس ثلاثا ، يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ، ويا الله يا رحمان يا رحيم ، اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ، واغفر لي الذنوب التي تورث الذم واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم ، واغفر لي الذنوب التي تغير النعم ، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء ، وتديل الأعداء ، واغفر لي الذنوب التي تحبس غيث السماء ، وتعجل الفناء ، وتظلم الهواء ، وترد الدعاء ، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء .

                                                                                ( 3 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الله الأسدي عن رجل عن علي قال : كان يقول : [ ص: 83 ] اللهم يا داحي المدحوات ويا باني المبنيات ويا مرسي المرسيات ، ويا جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها ، ويا باسط الرحمة للمتقين ، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفات تحيتك ، وعواطف زواكي رحمتك على محمد عبدك ورسولك ، الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ؛ وفاتح الحق بالحق ، ودامغ جيشات الأباطيل كما حملته ، فاضطلع بأمرك مستنصرا في رضوانك غير ناكل عن قدم ، ولا مئن عن عزم ، حافظ لعهدك ، ماض لنفاذ أمرك ، حتى أرى أن أرى فيمن أفضي إليك تنصر بأمرك ، وأسباب هداة القلوب ، بعد واضحات الأعلام إلى خوضات الفتن إلى نائرات الأحكام ، فهو أمينك المأمون ، وشاهدك يوم الدين ، وبعيثك رحمة للعالمين ، اللهم فسح له مفسحا عندك ، وأعطه بعد رضاه الرضى من فوز ثوابك المحلول ، وعظيم جزائك المعلول ، اللهم أتمم له موعدك بابتعاثك إياه مقبول الشفاعة عدل الشهادة مرضي المقالة ؛ ذا منطق عدل وخطيب فصل ، وحجة وبرهان عظيم ، اللهم اجعلنا سامعين مطيعين وأولياء مخلصين ورفقاء مصاحبين ، اللهم بلغه منا السلام ، واردد علينا منه السلام .

                                                                                ( 4 ) حدثنا عبيدة بن حميد عن أبي جعفر محمد البصري عن رجل يدعى سالما قال : كان من دعاء علي : اللهم اجعلني ممن رضيت عمله وقصرت أمله ، وأطلت عمره ، وأحييته بعد الموت حياة طيبة ورزقته ، اللهم إني أسألك نعيما لا ينفد ، وفرحة لا ترتد ، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم في أعلى جنة الخلد ، اللهم هب لي شغفا يوجل له قلبي ، وتدمع له عيني ، ويقشعر له جلدي ؛ ويتجافى له جنبي ، وأجد نفعه في قلبي ، اللهم طهر قلبي من النفاق ، وصدري من الغل ، وأعمالي من الرياء ، وعيني من الخيانة ، ولساني من الكذب ، وبارك لي في سمعي وقلبي ، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السماوات السبع وكشفت به الظلمات ؛ وصلح عليه أمر الأولين والآخرين من أن يحل علي غضبك أو ينزل بي سخطك أو أتبع هواي بغير هدى منك ، أو أقول للذين كفروا " هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا " اللهم كن لي برا رءوفا رحيما بحاجتي حفيا ، اللهم اغفر لي يا غفار ، وتب علي يا تواب ، وارحمني يا رحمن ، واعف عني يا حليم ، اللهم ارزقني زهادة واجتهادا في العبادة ، ولقني إياك على شهادة سبقت بشراها حقها وفرحها جزعها ، يا رب لقني عند الموت نضرة وبهجة وقرة عين وراحة في الموت ، اللهم لقني في قبري ثبات المنطق وقرة عين المنظر ، وسعة في المنزل ، اللهم قفني من عمل يوم القيامة موقفا يبيض به وجهي ، ويثبت به مقالتي ، وتقر به عيني ، وتنزل به على أمنيتي ، وتنظر إلي بوجهك نظرة أستكمل بها الكرامة في الرفيق الأعلى في أعلى عليين ، فإن [ ص: 84 ] نعمتك تتم الصالحات ، اللهم إني ضعيف من ضعف خلقي ما أصبر ، فما شئت إلا ما تشاء ، فشأ لي أن أستقيم .

                                                                                ( 5 ) حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرني منصور بن المعتمر قال : سمعت ربعي بن خراش عن علي قال : من كلمات أحب إلى الله أن يقولهن العبد : اللهم لا إله إلا أنت اللهم لا أعبد إلا إياك ، اللهم لا أشرك بك شيئا ، اللهم إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية