الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ( 35 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وجزى هؤلاء المحسنين ربهم بإحسانهم ، كي يكفر [ ص: 293 ] عنهم أسوأ الذي عملوا في الدنيا من الأعمال ، فيما بينهم وبين ربهم ، بما كان منهم فيها من توبة وإنابة مما اجترحوا من السيئات فيها ( ويجزيهم أجرهم ) يقول : ويثيبهم ثوابهم ( بأحسن الذي كانوا ) في الدنيا ( يعملون ) مما يرضي الله عنهم دون أسوئها .

كما حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ) : أي ولهم ذنوب ، أي رب نعم ( لهم ) فيها ( ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ) ، وقرأ : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) . . . إلى أن بلغ ( ومغفرة ) لئلا ييأس من لهم الذنوب أن لا يكونوا منهم ( ورزق كريم ) [ الأنفال : 4 ] ، وقرأ : ( إن المسلمين والمسلمات ) . . . إلى آخر الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية