الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2233 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=664529أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده nindex.php?page=treesubj&link=33520_31022_30215_31995_16369_31991_33649_30186_30284ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
[ ص: 405 ]
[ ص: 405 ] ( باب ما جاء في nindex.php?page=treesubj&link=28762نزول عيسى ابن مريم ) يعني في آخر الزمان .
قوله : ( والذي نفسي بيده ) فيه الحلف في الخبر مبالغة في تأكيده ( ليوشكن ) بكسر المعجمة ، أي ليقربن ، أي لا بد من ذلك سريعا ( أن ينزل فيكم ) أي في هذه الأمة فإنه خطاب لبعض الأمة ممن لا يدرك نزوله ( حكما ) أي حاكما ، والمعنى أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة فإن هذه nindex.php?page=treesubj&link=28762الشريعة باقية لا تنسخ بل يكون عيسى حكما من حكام هذه الأمة ( مقسطا ) المقسط العادل بخلاف القاسط فهو الجائر ( فيكسر ) أي يهدم ( الصليب ) قال في شرح السنة وغيره ، أي فيبطل النصرانية ويحكم بالملة الحنيفية ، وقال ابن الملك : الصليب في اصطلاح النصارى خشبة مثلثة يدعون أن عيسى عليه الصلاة والسلام صلب على خشبة مثلثة على تلك الصورة وقد يكون فيه صورة المسيح ( ويقتل الخنزير ) أي يحرم اقتناءه وأكله ويبيح قتله ، قال الحافظ في الفتح أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه ( ويضع الجزية ) قال الحافظ : المعنى أن الدين يصير واحدا فلا يبقى أحد من أهل الدنيا يؤدي الجزية ، وقيل : معناه أن المال يكثر حتى لا يبقى من يمكن صرف مال الجزية له فتترك الجزية استغناء عنها ، وقال عياض : يحتمل أن يكون المراد بوضع الجزية تقريرها على الكفار من غير محاباة ويكون كثرة المال بسبب ذلك ، وتعقبه النووي وقال : الصواب أن عيسى لا يقبل إلا الإسلام ، قال الحافظ : ويؤيده أن عند أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=754781وتكون الدعوة واحدة .
قال النووي : ومعنى nindex.php?page=treesubj&link=28762وضع عيسى الجزية مع أنها مشروعة في هذه الشريعة أن مشروعيتها مقيدة بنزول عيسى ، لما دل عليه هذا الخبر وليس عيسى بناسخ لحكم الجزية بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ ، فإن عيسى عليه السلام يحكم بشرعنا ، فدل على أن الامتناع من قبول الجزية في ذلك الوقت هو شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( ويفيض المال ) بفتح أوله وكسر الفاء وبالضاد المعجمة أي يكثر وينزل البركات ، وتكثر الخيرات بسبب العدل وعدم التظالم ، وتقيء الأرض أفلاذ كبدها كما جاء في الحديث الآخر .
[ ص: 406 ] وتقل أيضا الرغبات لقصر الآمال وعلمهم بقرب القيامة ، فإن عيسى عليه الصلوات والسلام علم من أعلام الساعة ، وقال العلماء : nindex.php?page=treesubj&link=28762الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ، فبين الله تعالى كذبهم ، وأنه الذي يقتلهم أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها ، وقيل إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددا لأمر الإسلام ، فيوافق خروج الدجال فيقتله ، والأول أوجه .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان .
[ ص: 405 ] ( باب ما جاء في nindex.php?page=treesubj&link=28762نزول عيسى ابن مريم ) يعني في آخر الزمان .
قوله : ( والذي نفسي بيده ) فيه الحلف في الخبر مبالغة في تأكيده ( ليوشكن ) بكسر المعجمة ، أي ليقربن ، أي لا بد من ذلك سريعا ( أن ينزل فيكم ) أي في هذه الأمة فإنه خطاب لبعض الأمة ممن لا يدرك نزوله ( حكما ) أي حاكما ، والمعنى أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة فإن هذه nindex.php?page=treesubj&link=28762الشريعة باقية لا تنسخ بل يكون عيسى حكما من حكام هذه الأمة ( مقسطا ) المقسط العادل بخلاف القاسط فهو الجائر ( فيكسر ) أي يهدم ( الصليب ) قال في شرح السنة وغيره ، أي فيبطل النصرانية ويحكم بالملة الحنيفية ، وقال ابن الملك : الصليب في اصطلاح النصارى خشبة مثلثة يدعون أن عيسى عليه الصلاة والسلام صلب على خشبة مثلثة على تلك الصورة وقد يكون فيه صورة المسيح ( ويقتل الخنزير ) أي يحرم اقتناءه وأكله ويبيح قتله ، قال الحافظ في الفتح أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه ( ويضع الجزية ) قال الحافظ : المعنى أن الدين يصير واحدا فلا يبقى أحد من أهل الدنيا يؤدي الجزية ، وقيل : معناه أن المال يكثر حتى لا يبقى من يمكن صرف مال الجزية له فتترك الجزية استغناء عنها ، وقال عياض : يحتمل أن يكون المراد بوضع الجزية تقريرها على الكفار من غير محاباة ويكون كثرة المال بسبب ذلك ، وتعقبه النووي وقال : الصواب أن عيسى لا يقبل إلا الإسلام ، قال الحافظ : ويؤيده أن عند أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=754781وتكون الدعوة واحدة .
قال النووي : ومعنى nindex.php?page=treesubj&link=28762وضع عيسى الجزية مع أنها مشروعة في هذه الشريعة أن مشروعيتها مقيدة بنزول عيسى ، لما دل عليه هذا الخبر وليس عيسى بناسخ لحكم الجزية بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ ، فإن عيسى عليه السلام يحكم بشرعنا ، فدل على أن الامتناع من قبول الجزية في ذلك الوقت هو شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( ويفيض المال ) بفتح أوله وكسر الفاء وبالضاد المعجمة أي يكثر وينزل البركات ، وتكثر الخيرات بسبب العدل وعدم التظالم ، وتقيء الأرض أفلاذ كبدها كما جاء في الحديث الآخر .
[ ص: 406 ] وتقل أيضا الرغبات لقصر الآمال وعلمهم بقرب القيامة ، فإن عيسى عليه الصلوات والسلام علم من أعلام الساعة ، وقال العلماء : nindex.php?page=treesubj&link=28762الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ، فبين الله تعالى كذبهم ، وأنه الذي يقتلهم أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها ، وقيل إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددا لأمر الإسلام ، فيوافق خروج الدجال فيقتله ، والأول أوجه .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان .