الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فالمدبرات [5] عطف، أي والملائكة. قال: ولا اختلاف بين أهل العلم في هذا أنه يراد به الملائكة، وهو مجاز؛ لأن الله جل وعز هو المدبر الأشياء قال: ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) فلما كانت الملائكة - صلوات الله عليهم - ينزلون بالوحي والأحكام وتصريف الأمطار قيل لهم مدبرات على المجاز، قال الفراء : كما قال: ( فإنه نـزله على قلبك ) فنسب التنزيل إلى جبرئيل - صلى الله عليه وسلم - والله الذي نزله وكذا ( نـزل به الروح الأمين ) ( أمرا ) منصوب على المصدر، ويجوز أن يكون التقدير: فالمدبرات بأمر من الله، حذفت الباء فتعدى الفعل، وأنشد سيبويه :


                                                                                                                                                                                                                                        537 - أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نشب



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 141 ] فأما جواب القسم ففيه أربعة أقوال، أصحها وأحسنها أنه محذوف، دل عليه دلالة واضحة، والمعنى: والنازعات لتبعثن، فقالوا: أنبعث إذا كنا عظاما نخرة، فقولهم: أإذا كنا [11] يدل على ذلك المحذوف.

                                                                                                                                                                                                                                        وقيل: الجواب إن في ذلك لعبرة لمن يخشى [26] وهذا بعيد؛ لأنه قد تباعد ما بينهما، وقيل: حذفت اللام فقط، والتقدير: ليوم ترجف الراجفة، وهذا أيضا أبعد من ذاك؛ لأن اللام ليست مما يحذف؛ لأنها تقع على أكثر الأشياء، فلا يعلم من أين حذفت، ولو جاز حذفها لجاز ( والله زيد منطلق ) بمعنى اللام. وروى ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الراجفة النفخة الأولى، والرادفة الثانية. روى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: « بينهما أربعون ».

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية