الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        والأرض [30] منصوب بإضمار فعل أي ودحا الأرض، وزعم الفراء أن النصب والرفع جائزان، وأنه مثل: ( والقمر قدرناه منازل ) يعني في الرفع والنصب.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : بينهما فرق لأن قوله ( والقمر قدرناه منازل ) الرفع فيه حسن؛ لأن تقديره وآية لهم القمر ( والأرض بعد ذلك دحاها ) الرفع فيها بعد؛ لأن قبلها ما عمل فيه الفعل، ولا يتعلق بشيء مرفوع، فهذا فرق بين، ولا نعلم أحدا قرأ (والأرض) بالرفع (والقمر) بالرفع قرأ به الأئمة.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي الآية إشكال؛ لأنه قال تعالى: ( قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) وبعده ( ثم استوى إلى السماء ) فدل على أن خلق السماء كان بعد خلق الأرض وههنا ( والأرض بعد ذلك دحاها ) فمن أصح ما قيل في هذا وأحسنه ما رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال: خلق الله جل [ ص: 146 ] وعز الأرض قبل السماء، فقدر فيها أقواتها ولم يدحها، ثم خلق السماء ثم دحا الأرض بعدها.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال مجاهد والسدي : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) أي مع ذلك دحاها كما قال جل وعز: ( عتل بعد ذلك زنيم ).

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : القول الأول أولى أن يكون الشيء على بابه، ومعنى الدحو في اللغة البسط، يقال: دحوت أدحو ودحيت أدحى، ومن الثاني سمي دحية.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية