الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم ( 9 ) )

يعني - تعالى ذكره - بقوله مخبرا عن قيل ملائكته : وقهم : اصرف عنهم سوء عاقبة سيئاتهم التي كانوا أتوها قبل توبتهم وإنابتهم . يقولون : لا تؤاخذهم بذلك ، فتعذبهم به ( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته ) يقول : ومن تصرف عنه سوء عاقبة سيئاته بذلك يوم القيامة ، فقد رحمته ، فنجيته من عذابك ( وذلك هو الفوز العظيم ) لأنه من نجا من النار وأدخل الجنة فقد فاز ، وذلك لا شك هو الفوز العظيم .

وبنحو الذي قلنا في معنى السيئات قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وقهم السيئات ) : أي العذاب .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا معمر بن بشير قال : ثنا ابن المبارك ، عن [ ص: 358 ] معمر ، عن قتادة وعن مطرف قال : وجدنا أنصح العباد للعباد الملائكة ، وأغش العباد للعباد الشياطين ، وتلا ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ) . . . الآية .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : قال مطرف : وجدنا أغش عباد الله لعباد الله الشياطين ، ووجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية